قوانين الإيمان في الشرق

أوَّل نصٍّ وصل إلينا من أوسيب (البعض يقولون: حَوشب) أسقف قيصريَّة في فلسطين، القرن الثالث: "نؤمن بإله واحد، آبٍ قدير، خالق كلِّ الأشياء المنظورة وغير المنظورة، وبربٍّ واحد يسوع المسيح، كلمة الله، إله من إله، نور من نور، حياة من حياة، ابن وحيد، بكر كلِّ خليقة، مولود من الآب قبل كلِّ الدهور... نؤمن أيضًا بروحٍ قدس واحد."

وعلَّم القدِّيس كيرلُّس أسقف أورشليم حوالى السنة 348: "نؤمن بإلهٍ واحد، آبٍ قدير، خالق السماء والأرض... وربٍّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد... (ونؤمن) بالروح القدس المعزِّي الذي تكلَّم بالأنبياء، وبمعموديَّة توبة واحدة لمغفرة الخطايا، وبكنيسة..."

أمَّا القدِّيس إبِّيفان، أسقف سلامينة في قبرس، فقدَّم لنا صيغة مختصرة: "نؤمن بإلهٍ واحد آبٍ قدير..." ثمَّ صيغة مطوَّلة للاستعمال في حلقات التعليم المسيحيّ. والقانون المنسوب إلى أثناز، بطريرك الإسكندريَّة انتهى بتحريم: "أمّا الذين يقولون إنَّه كان وقتٌ لم يكن فيه ابن الله، أو كان وقت لم يكن فيه الروح القدس، أو أنَّه أُوجد من العدم... فهؤلاء نحرمهم، لأنّ أمَّنا الكنيسة... تحرمهم." وفي الخطِّ عينه كان "القانون الكبير لإيمان الكنيسة الأرمنيَّة" الذي يقول عن يسوع المسيح: "الذي لأجلنا نحن البشر، ولأجل خلاصنا، نزل من السماوات وتجسَّد وصار إنسانًا، ووُلد كاملاً من مريم العذراء القدِّيسة بالروح القدس، ومنها أخذ جسدًا وروحًا ونفسًا، وكلَّ ما هو للإنسان، وليس في المظهر، تألَّم ووصُلب ودُفن وقام...".

وقانون معموديَّة أنطاكية وصل إلينا في اليونانيَّة (نؤمن بإلهٍ واحد) وفي اللاتينيَّة (أؤمن بإله واحد). شرحه تيودور أسقف المصيصة. وأورده مكاريوس الكبير الذي يقول: "وبالروح القدس للآب ولكلمته في الجوهر، ونؤمن أيضًا بقيامة النفس والجسد"، كما يقول الرسول: "يُزرع بفساد ويقوم بمجد. يُزرع جسدًا ماديًّا ويقوم جسدًا روحانيًّا" (1 كو15: 42-44).


 

الرسالة الثانية إلى أهل كورنتوس 13: 3-14

إنَّكم طالبون البرهان أنَّ المسيح مُتكلِّمٌ فيَّ، ذاك الذي ما كان ضعيفًا فيكم، بل قويٌّ هو فيكم. ومع أنَّه صُلب بالضعف، لكنَّه حيٌّ بقدرة الله، ونحن أيضًا شفعاء معه لكنَّنا أحياء نحن معه بقدرةِ الله التي فيكم. فافحصوا أنفسَكم إذا أنتم في الإيمان قائمون، أو طبِّبوا أنفسَكم. أما أنتم عارفون أنَّ يسوعَ المسيح فيكم هو وإذا أنتم لا مرذولون. وأنا ظانٌّ أنَّكم تعرفون أنَّنا نحن ما كنّا مرذولين. فطالبٌ أنا من الله أن لا يكونَ فيكم أيُّ شرٍّ فنُري نحن أنفسُنا ما برهانُنا، ولكن لكي تكونوا صانعينَ الخيراتِ ونكونَ نحن كالمرذولين. فنحنُ غيرُ قادرينَ أن نصنعَ شيئًا قبالةَ الحقّ، بل من أجلِ الحقِّ. وفارحون نحن متى نحن ضعفاء وأنتم أقوياء، ومصلُّون نحنُ أيضًا بحيثُ أنتم تكمَّلون. من أجلِ هذا، إذ أنا بعيدٌ، أنا كاتبٌ لكم هذه لئلاّ أعملَ بقساوةٍ بحسَبِ السلطانِ الذي وهَب لي ربّي، لبنيانكم لا لهدمِكم.

 

ومن الآن، يا إخوتي، افرحوا واكتَمِلوا وتعزَّوا، والوفاقُ يكونُ فيكم والأمان، وإلهُ الحبِّ والمسالمةِ يكونُ معكم. سلِّموا الواحدُ على الواحدِ بقبلةٍ مقدَّسةٍ. والقدّيسونَ كلُّهم مُسلِّمونَ عليكم. سلامُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ وحبُّ اللهِ وشركةُ الروحِ القدس معكم كلِّكم آمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM