قانون مجمع نيقية

نيقية هي مدينة في تركيَّا الحاليّة. انعقد فيها أوَّل مجمع مسكونيّ من 19 إلى 25 آب 325. في اليوم الأوَّل، أُعلن قانون الإيمان الذي نتلوه اليوم في القدَّاس، مع أمور عن الروح القدس أضيفت في المجمع المسكونيِّ الثاني الذي انعقد سنة 381 في القسطنطينيَّة. ومنذ ذلك الوقت، تُعلن الكنيسة كلُّها بكلِّ فئاتها من كاثوليك وأرثوذكس وإنجيليِّين "معًا" موادَّ الإيمان عينها، المبنيَّة على الإيمان بالله الآب الخالق، وبالربِّ الواحد يسوع المسيح، وبالروح القدس. وأوضح مجمع القسطنطينيَّة ما يتعلَّق بالروح القدس الربِّ المحيي، المنبثق من الآب، الذي نسجد له كما نسجد للآب والابن، لأنَّه مساوٍ لهما في الجوهر.

خمسة أقسام في ما نتلو بعد العظة في القدَّاس: الآب القدير، الربُّ الواحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كلِّ الدهور. والقسم الثالث يتحدَّث عن التدبير الخلاصيِّ الذي به قام الابن من أجل خلاصنا: تجسَّد، صُلب، مات وقام. والقسم الرابع يتحدَّث عن الروح القدس. وينتهي "النؤمن" مع إنشاد الكنيسة والمعموديَّة والقيامة.

هكذا بدأ المجمع المسكونيُّ الأوّل في نيقية الذي قيل فيه رمزيًّا: اجتمع 318 أسقفًا، على عدد الرجال الذين رافقوا إبراهيم فانتصروا، لا بالسلاح، بل بالإيمان، على أمم الأرض كلِّها. هناك أغرقت هرطقات كثيرة: من الذين اعتبروا أنَّ يسوع لم يأخذ جسدًا، لأنَّ المادَّة فاسدة، فكيف ينزل فيها الله؟ ولكن لا ننسى أنَّ الله خَلق الجسد وخلق الطبيعة، ورأى أنَّ كلَّ ما خلقه كان حسنًا وحسنًا جدًّا. ومنهم من قال: تظاهر ابن الله. وراح آريوس ذاك الراهب الليبيُّ العائش في الإسكندريَّة يُعلن أنَّ الابن هو أدنى من الآب. فلا يمكن أن يكون إلهان: الآب والابن. هو الشرك، هو الخطيئة. يا ويلاه! فعندما نتكلَّم على الآب والابن، نتحدَّث في لغتنا البشريَّة لنقول: كلُّ ما للآب هو للابن وكلُّ ما للابن هو للآب، لنعلن المحبَّة والوحدة بين الاثنين. أمَّا الذين يفكِّرون بزواج وولادة، فهم على مستوى العالم الوثنيِّ حيث الآلهة تتجسَّد وتلد... لنرفع عقولنا وقلوبنا إلى فوق... هكذا نتلو قانون الإيمان.


 

سفر أعمال الرسل 3: 12-26

فلمّا رأى سمعانُ هذا، أجابَ وقال لهم: "أيُّها الرجال، يا بني إسرائيل. لماذا أنتم مُتعجِّبون بهذا، أو بنا؟ ولماذا أنتم ناظرون كما لو كانَ بقوَّتِنا الخاصَّةِ أو بسلطانِنا فعَلْنا بأن يكونَ هذا ماشيًا. هو إلهُ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوب، إلهُ آبائِنا، مُجِّدَ ابنَه يسوع، ذلكَ الذي أنتم أسلمتُم وكفرتُم به قدَّامَ وجهِ بيلاطسَ إذْ هو كانَ مُستحسنًا أن يُطلقَه. أمّا أنتم فكفرتُم بالقدُّوسِ والصدِّيقِ وسألتُم أن يُوهَبَ لكم رجلٌ قاتلٌ. وقتلتُم رأسَ الحياةِ هذا الذي أقامَه اللهُ من بينِ الأموات، ونحنُ كلُّنا شهودُه. والإيمانُ باسمِه شدَّد وشفى هذا الذي أنتم راؤونَ وعارفون، والإيمانُ الذي به وَهبَ لهذا العافيةَ قدّامَكم جميعًا.

"ولكن الآن، يا إخوتي، أنا عارفٌ أنَّكم بضلالٍ فعلتم هذه كما رؤساؤُكم فعلوا. واللهُ تَقدَّم وكرَزَ بفمِ الأنبياءِ بأن مسيحَه يتألَّم، وهكذا تمَّ. فتوبوا الآنَ وارجعوا بحيثُ تُمحى خطاياكم وتأتي لكم أزمنةُ راحةٍ قدّامَ وجهِ الربّ. ويُرسِلُ لكم ذاك الذي كان مُعَدًّا لكم، يسوعَ المسيح، الذي ينبغي على السماءِ أن تقبلَه حتّى امتلاءِ الأزمنةِ، التي تكلَّمَ عليها اللهُ بفمِ أنبيائِه القدّيسينَ منذُ الدهر. لأنَّ موسى قال: "يُقيمُ لكم الربُّ نبيًّا من إخوتِكم مثلي، فلهُ اسمعوا بكلِّ ما يتكلَّمُ به معكم. ويكونُ أنَّ كلَّ نفْسٍ لا تسمعُ النبيَّ هذا، تَبيدُ تلكَ النفْسُ من شعبِه." والأنبياءُ كلُّهم، من صموئيلَ وأولئك الذين من بعدِه كانوا، تكلَّموا وكرزوا على الأيّامِ هذه. وأنتم أبناءُ الأنبياءِ والعهدِ الذي وضعَ اللهُ لآبائِنا، إذْ قالَ لإبراهيم: بزَرعِك تُبارَكَ جميعُ عشائرُ الأرض. فلكم منذُ القديم، أقامَ اللهُ ابنَه وأرسلَه، وهو مُبارِكٌ لكم إذا أنتم ترجعون عن شرورِكم وتتوبون."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM