قوانين الإيمان في الغرب

انطلاقًا من تعليم الرسل، كانت صيغٌ عديدة، لأنَّ الكنائس كانت بعيدة بعضها عن بعض بسبب الاضطهاد. في الغرب مع هيبوليت الرومانيّ والتقليد الرسوليّ، كانت أسئلة: أتؤمن بالله الآب القدير؟ أتؤمن بيسوع المسيح ابن الله الذي وُلد من الروح القدس ومن مريم العذراء، ووصُلب على عهد بيلاطس البنطيّ، ومات ودُفن وقام في اليوم الثالث...؟ أتؤمن بالروح القدس والكنيسة المقدَّسة وقيامة الجسد؟ وكان المعمَّد يُجيب على كلِّ سؤال: نعم أؤمن.

ثمَّ صارت الصيغة إيجابيَّة: أؤمن بالله الآب القدير... وبيسوع ابنه الوحيد، ربِّنا... وبالروح القدس، وبالكنيسة المقدَّسة ومغفرة الخطايا وقيامة الجسد والحياة الأبديَّة.

شرحَ القدِّيس أمبرواز أسقف ميلانو في إيطاليا، هذا "القانون" الذي هو قاعدة الإيمان. ومثله فعل القدِّيس أوغسطين أسقف أفريقيا الشماليَّة، الذي توسَّع فقال: "نؤمن بالله، الآب القدير، خالق كلِّ الأشياء، ملك الدهور، غير المائت وغير المنظور. نؤمن أيضًا بابنه يسوع المسيح... نؤمن أيضًا بالروح القدس."

في فرنسا، في إسبانيا، في إلمانيا... الأساس هو هو. يشرحه الأسقف للذين يستعدُّون للعماد المقدَّس، ويسلِّمونهم إيَّاه كوديعة يحافظون عليها ولا "يرمونها عند أقدام الخنازير" (مت 7: 6) ولا يُعطونها للكلاب. فقانون الإيمان سرٌّ خفيٌّ، لا يُعلن لأحد خارج الكنيسة. لأنَّ الذين في الخارج لا يفهمون فيشوِّهون أساس الإيمان بشروحهم "الأرضيَّة". يُنزلون حقائق الإيمان على مستواهم. "يسوع المسيح هو ابن الله." يقولون: "هل تزوَّج الله؟" هذا هو مستواهم. "يسوع صُلِب." هو لم يُصلَب. شبِّه له. حسبوه أنَّه صُلب. وإنْ كان من صَلْب، فشخصٌ آخر صُلِب، مثل سمعان القيروانيّ أو يهوذا: إيمانُنا سرٌّ في قلبنا. نعطيه لمن انفتح قلبُه على الإيمان. فيسوع قال لنا: لا يأتي إليّ أحدٌ ما لم يجتذبْه الآب...


 

يوحنّا 4: 19-26

فقالَتْ لهُ تلك المرأة: "سيِّدي، رائيةُ أنا أنَّك نبيٌّ أنت. آباؤُنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم قائلون في أورشليمَ هو المكانُ حيثُ ينبغي السجود." فقالَ لها يسوعُ: "صدِّقيني أيَّتُها المرأة، فالساعةُ آتيةٌ بحيثُ لا تسجدونَ في هذا الجبل ولا أيضًا في أورشليمَ. ساجدونَ أنتم لشيءٍ لا تعرفونه، أمّا نحنُ فساجدونَ لما نحن عارفون، لأنَّ الخلاصَ من اليهودِ هو. لكنِ الساعةُ آتيةٌ وهي الآنَ موجودةٌ متى الساجدونَ الحقيقيّونَ يسجدونَ للآبِ بالروحِ والحقّ، لأنَّ الآبَ أيضًا طالبٌ مِثلَ هؤلاء الساجدين. لأنَّ الله روحٌ، والساجدونَ له، بالروحِ والحقِّ واجبٌ أن يسجدوا." فقالَتْ له تلك المرأة: "أنا عارفةٌ أنَّ المسيحَ آتٍ، ومتى أتى فهو مُعلِّمٌ لنا كلَّ شيء." فقالَ لها يسوع: "أنا، أنا الذي يتكلَّمُ معك."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM