قانون الإيمان

كانت رواية قديمة أوردها روفين مترجم القسم الكبير من أوريجان تقول: "بعد العنصرة، وقبل أن يفترق الاثنا عشر وينطلقوا في الرسالة، أعلنوا ما ندعوه اليوم "قانون الإيمان". أمَّا قانون فلفظٌ يونانيٌّ يعني قضيب خشب طويل ومستقيم، عليه يُقاس كلُّ عمل. ثمَّ عنى المبدأ الذي عليه يسير الناس، ثمَّ القاعدة، الموديل.

أخذت اللغة العربيَّة اللفظ كما هو. والكنيسة جعلت فيه العناصر الأساسيَّة في إيمانها. كلُّ ما يُقال عن المسيحيَّة خارج البنود (أو الموادِّ) المذكورة هنا، يرفضه المؤمنون. كلُّ ما يعارض ما تتلوه الكنيسة في اجتماعاتها العامَّة، هو مرفوض ولا يمكن أن تقبل به.

أجل، امتلأ الرسل من الروح القدس وأعلنوا لنا بنود إيماننا. فقال كلُّ رسول واحدة من الحقائق الإيمانيَّة، وهذا ما دُعي في تاريخ الكنيسة Symbole، شعار الرسل، علامة بها يُعرف المسيحيّ. هو الرمز والراية. في الأساس عنى اللفظ: اللقاء، الانضمام، الالتزام، الجهاد، المشاركة. يتكوَّن اللفظ من sun: معًا، ثمَّ :bollo أطلق، رمى. وهكذا نعلن إيماننا معًا. نعترف بصوتٍ واحد، جهير، ولا نخاف... ولا نكون مثل هؤلاء "الشخصيَّات" الذين امتلأوا بالمال والعظمة، فيكتفون بأن يتمتموا، هذا إذا عرفوا بنود إيمانهم التي أطلقها الرسل.

الأساس أمران: الإيمان بالثالوث الأقدس، بالآب والابن والروح القدس. بالعائلة الإلهيَّة التي نحن مدعوّون لنكون فيها. والأمر الثاني: التدبير الخلاصيّ، آلام وموت وقيامة يسوع. مع ما يسبق ذلك من حياة يسوع على الأرض. ذاك هو اعتراف الإيمان الذي يتلوه المسيحيُّ يوم ينال هذا السرَّ العظيم، سرّ المعموديَّة، وتتلوه الجماعة خصوصًا في القدَّاس. بعد أن تكون شاركت في مائدة الكلمة وسمعت قراءة الكتب المقدَّسة، وهي تستعدُّ للمائدة الثانية: جسد المسيح ودمه.


 

سفر الأعمال 2: 22-33

أيُّها الرجالُ، يا بني إسرائيل، اسمعوا الكلماتِ هذه: يسوعُ الناصريّ، الرجلُ الذي رُئيَ عندَكم من لدنِ الله بالقوّاتِ وبالآياتِ وبالمعجزاتِ التي صنعَ الله بيدِه بينَكم كما أنتم عارفون. هذا الذي كان مَفروزًا لهذه بسابقِ معرفةِ الله وبإرادتِه، أسلمتموهُ بأيدي الكفرةِ وصلبتموهُ وقتلتموه. ولكنَّ اللهَ أقامَه وحلَّ حبالَ الشيولِ لأنَّه غيرُ ممكنٍ أن يُؤخَذَ في الشيول. لأنَّ داودَ قال عليه: "سابقًا كنتُ رائيًا الربَّ في كلِّ حين، وهو على يميني لئلاّ أتزعزعَ. لهذا ابتهجَ قلبي وتهلَّلَتْ تسبحتي، وجسدي أيضًا يسكنُ على الرجاء. لأنَّك غيرُ تاركٍ أنتَ نفسي في الشيول، ولا واهبٌ أنتَ صفيَّك أن يرى الفساد. كشفتَ لي طريقَ الحياةِ وتملأني بهجةً مع وجهِك.

أيُّها الرجالُ، يا إخوتَنا، يُسمَحُ القولُ لكم على عينٍ جليَّةٍ على رأس الآباء داود، أنَّه ماتَ وأنَّه أيضًا قُبر، وبيتُ قبرِه هو عندَنا حتّى اليومَ هذا. لأنَّه كان نبيًّا وعارفًا أنَّ اللهَ أقسمَ له القسَم: مِن ثمارِ بطنِك أُجلِسُ على عرشِكَ. وسابقًا رأى وتكلَّمَ على قيامةِ المسيحِ أنَّه لا يُترَكُ في الشيولِ ولا جسدُه يَرى الفساد. فيسوعُ هذا، اللهُ أقامَه ونحنُ كلُّنا شهودُه. وهو الذي بيمينِ اللهِ رُفِعَ وأَخذَ من الآب وعدًا على الروحِ القدس وأفاضَ الموهبةَ هذه التي أنتم راؤونَ وسامعون.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM