نؤمن بالربِّ يسوع

بعد كلامنا عن الآب، نتكلَّم عن الابن بانتظار التكلُّم عن الروح القدس. فإلهنا ليس ذاك القابع في سمائه، لا يهمُّه أمر البشر. هو عائلة كاملة تمتلك في ذاتها ملء السعادة. ولأنَّ هذه العائلة هي المحبَّة، أرادت أن تفيض محبَّتها خارجًا منها.

فكان الخلق. لا من بعيد، بل من قريب. خصوصًا أنَّ الله "جبلَ" الإنسان بيديه، اهتمَّ بأن يجعلَه صورةً عنه. فإذا أردنا أن نكتشف وجه الله، ننظر إلى الإنسان، كلِّ إنسان. قال القدِّيس إيرينه: "مجدُ الله الإنسان في حياته على الأرض" بعقله وحرِّيّته وإرادته وفهمه... ويا ليتنا نمجِّد الله حقًّا بحياتنا وأعمالنا وأقوالنا، فندلَّ على حضور الله في ما بيننا. قال يسوع في عظة الجبل: "ليُضِئ نوركم أمام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجِّدوا أباكم الذي في السماء."

أمَّا المجد الكامل لله على الأرض فهو "يسوع" ابن الناصرة. هذا الذي لم يعرف الخطيئة، هو وجه الله، على ما قال لفيلبُّس: "من رآني رأى الآب." فإذا أردنا أن نعرف الله، ننظر إلى وجه يسوع. ذاك ما طلبه بعض اليونانيِّين الذين سألوا فيلبُّس: "نريد أن نرى يسوع." كانوا باكورة الذين سوف يؤمنون من الأمم. رأوا يسوع فرأوا الآب. آمنوا بيسوع فعرفوا أنَّه مُرسل من الآب.

قال يسوع: "الأعمال التي أعملها هي تشهد لي أنَّ الآب أرسلني. والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. ما سمعتم صوته أبدًا ولا أبصرتم هيئته، وكلمتُه غير ثابتة فيكم". فلو أنَّهم جاؤوا إليه، "لكانت لهم الحياة." ولكنَّهم رفضوا المجد الآتي من الله وأحبُّوا المجد الآتي من البشر. وماذا كانت النتيجة؟ رُذلوا. لبثوا في الخارج مثَل الابن الأكبر في مثل الابن الضالّ. ويقول الرسول: نقصهم الإيمان. ونحن إن نقص إيمانُنا نُرذَل أيضًا. فماذا نختار؟


 

إنجيل يوحنّا 6: 27-40

(قال يسوع:) "لا تعملونا للمأكلِ الفاني، بل للمأكلِ الباقي للحياةِ الأبديَّة الذي يعطيكم ابنُ الإنسان. فهذا، الله الآبُ ختمه." فقالوا (= اليهود) له: "ماذا نصنعُ لنعملَ أعمالَ الله؟" أجابَ يسوعُ وقالَ لهم: "هذا هو عملُ الله، أن تؤمنوا بالذي هو أرسلَ." فقالوا له: "أيَّةَ آيةٍ أنتَ صانعٌ فنرى ونؤمنَ بك؟ ماذا أنتَ عاملٌ؟ آباؤنا المنَّ أكلوا في البرِّيَّة كما كُتبَ: خبزًا من السماء وهبَ لهم مأكلاً."

فقالَ لهم يسوع: "آمين آمين أنا قائلٌ لكم: ما كانَ موسى الذي وهبَ لكم الخبزَ من السماء، لكن أبي هو واهبٌ لكم خبز الحقِّ من السماء. لأنَّ هذا خبزُ الله، ذاك الذي نزلَ من السماء (فكانَ) واهبَ الحياةِ للعالم." فقالوا له: "ربَّنا، هبْ لنا في كلِّ زمانٍ هذا الخبز." فقال لهم يسوع: "أنا، أنا خبزُ الحياة. الآتي إليَّ لا يجوع، والمؤمنُ بي لا يعطَشُ. لكنّي قلتُ لكم: رأيتموني وأنتم لا مؤمنون. كلُّ من وهبَه لي أبي يأتي إليَّ، ومن إليَّ يأتي لا أخرجُه إلى الخارج. لأنّي نزلتُ من السماء، لا لأعملَ مشيئتي، بل مشيئةَ الذي أرسلَني. وتلكَ هي مشيئةُ الذي أرسلَني: أن لا أبيدَ كلَّ مَنْ وهبَ لي بل أقيمُه في اليومِ الآخِر. وتلك هي مشيئة أبي: أنَّ كلَّ راءٍ للابنِ ومؤمنٍ به تكونُ له الحياةُ الأبديَّةُ وأنا أقيمُه في اليوم الآخِر."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM