منذ البشارة عرفنا اسمَ ذاك الذي أتى من أجلنا ومن أجل خلاصنا: "ها أنتِ تحبلين وتلدين ابنًا وتسمِّينه يسوع" (لو 1: 31). ويتواصل الكلام مشدِّدًا على اللاهوت: "هذا يكون عظيمًا وابنَ العليِّ يدعى" (آ32). وحين بُشِّر يوسف، قال له الملاك في الحلم: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأنَّ الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمَه يسوع" (مت 1: 20–21). ولماذا هذا الاسم؟ هنا يأتي عمل الله: "لأنَّه يخلِّص شعبه من خطاياهم." ويُقال عن يوسف إنَّه "لم يعرفها". وهذا يدلُّ على بتوليَّة مريم. هي أمٌّ وعذراء في الوقت عينه.
وحين خُتن الطفل دُعي يسوع كما تسمَّى من الملاك (لو 2: 21). والشياطين عرفوه بهذا الاسم ونادوه: "ما لي ولكَ يا يسوع، يا ابنَ الله العليّ." وحين عرَّف فيلبُّس نتنائيل على ذاك الذي التقى به من قبل قال: "هذا يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة." وفي قلب الخطبة حول خبز الحياة، تساءل الناس هازئين: "أليس هذا يسوع بن يوسف الذي نعرف أباه وأمّه؟" ويُرفض حالاً: "كيف يقول إنِّي نزلتُ من السماء؟"
يسوع هذا، وُلد في بيت لحم. نقرأ مت 2: 1: "ولمَّا وُلد يسوع في بيت لحم اليهوديَّة في أيَّام هيرودس." هيرودس الكبير الذي كان ملكَ اليهوديَّة توفِّي سنة 4 ق.م. ممَّا يعني أنَّ يسوع وُلد سنة 5 أو 6 ق.م. أمَّا بيت لحم فليست في زبولون، بل في اليهوديَّة. فلماذا الفلسفة الجاهلة؟ ويسوع وُلد في بيت لحم، لا في الناصرة. وهو سوف يعيش طفولته وصباه في الناصرة، بانتظار الانطلاق في الرسالة.
ما أجمل التشكيك! من فرنسا: مريم هي امرأة عاديَّة مثل سائر النساء! يا ليتهم قالوا: هي زانية مع جنديٍّ رومانيٍّ كما قال التلمود. ويسوع هو إنسان فقط. أمَّا الألوهة؟ ويوسف؟ من أين جاء يوسف؟ وأولاده الأربعة من زواج سابق! يا ويلنا من المسيحيِّين! نسوا إيمانهم وهم يستعدُّون أن يسمعوا كلَّ خبر جديد! وخصوصًا ما هو ضلال. هو حكاك! المهمُّ أن نرفض ما علَّمنا إيَّاه الإيمان. وهكذا لا يبقى شيء عندنا. هنيئًا لنا!
إنجيل لوقا 1: 26-38
وفي الشهرِ السادس، أُرسلَ جبرائيلُ الملاك من لدُنِ الله إلى الجليل، إلى المدينةِ التي اسمُها الناصرة لدى بتولٍ مَخطوبةٍ لرجلٍ اسمُه يوسف من بيتِ داود، واسمُ البتولِ مريم. فدخَلَ لدَيها الملاكُ وقالَ لها: “سلامٌ لكِ يا مُمتلئةً نِعمة، ربُّنا معكِ، مُباركةٌ أنتِ في النساء.” وهي لمّا رأتْ، ارتهبَتْ بكلمتِه، ومُفكِّرةً كانت في ما هو هذا السلام. فقال لها الملاك: “(أنت) لا تخافينَ يا مريم، لأنَّك وجدتِ نِعمةً لَدى الله. وها أنتِ تَقبلِينَ حبَلاً وتَلدينَ ابنًا وتَدْعينَهُ يسوع. وهذا يكونُ عظيمًا وابنَ العليِّ يُدعَى، ويُعطي له الربُّ الإله عرشَ داودَ أبيه، ويملِكُ على بيتِ يَعقوبَ للأبد، ولملكوتِهِ انقضاءٌ لا يكونُ.”
فقالَتْ مريمُ للملاك: “كيفَ تكونُ هذه وأنا لا رجلَ معروفًا لي؟” فأجابَ الملاكُ وقالَ لها: “الروحُ القدسُ يأتي، وقدرةٌ العليِّ تَحِلُّ عليكِ. لأجلِ هذا، ذلك المولودُ فيك قدُّوسٌ هو وابنَ الله يُدعَى. وها إليشبَعُ قريبتُكِ هي أيضًا حاملٌ ابنًا في شيخوختِها، وهذا الشهرُ هو السادسُ لتِلكَ المَدعوَّةِ عاقرًا. لأنَّ لا شيءَ عَسيرًا على الله.” فقالَتْ مريمُ: “ها أنا أمةُ الربِّ، يكونُ لي مِثلَ كلمتِكَ.” وذهب الملاكُ من عندِها.