المواهب الروحيَّة

اعتدَّ بعض المؤمنين أنَّ عندهم موهبة تفرَّدوا فيها وهي التكلُّم بألسن. تلك كانت عادة معروفة فقط في كنيسة كورنتوس. أما من موهبة غيرها في الكنيسة؟ وهل الروح القدس هو من الفقر بحيث لا يمتلك سوى موهبة واحدة؟ كلاّ بكلِّ تأكيد. أمّا بولس الرسول فأفهم الكورنثيِّين، وأفهمنا نحن أيضًا أنَّ الروح يمتلك المواهب ويوزِّعها على كلّ واحد منّا قدر ما وهبنا الله من نعم.

أوَّل موهبة: كلام الحكمة. لا حكمة العالم، بل حكمة الصليب على ما قال بولس في بداية الرسالة. الحكمة الحقيقيَّة تقوم بأن نسير وراء يسوع. من يعلِّمنا هذا السير؟ الروح. نعيش ونتكلَّم عمّا نعيش ولا نستحي من الطريق التي أخذنا.

والموهبة الثانية، كلام المعرفة. بعد أن عرفَنا الله، نعرفه نحن بدورنا لكي نستطيع أن نتكلَّم عنه بكلام يليق به. فنحن، كما قال الرسول، لا نعظ بأنفسنا، بل بالمسيح ربِّنا. عرف الرسل يسوع بعد أن عاشوا معه قرابة ثلاث سنوات. ونحن نعرف يسوع حين نقرأ الإنجيل وسائر أسفار العهد الجديد. وحين نعرف الابن نعرف الآب الذي أرسله. ومن يقودنا في هذه المعرفة؟ الروح القدس الذي يرسله الابن من عند الآب.

والموهبة الثالثة، أن نحمل الشفاء للآخرين، ربَّما شفاء الجسد. وقبل ذلك، شفاء القلب والعواطف وتخليص العدد الكبير من الضياع والإحباط واليأس. هناك "شياطين" في قلوبنا. قوى تعرقل مسيرتنا نحو الله. نحن نشفيها لا بوسائل بشريَّة لم يتحدَّث عنها يسوع، بل بإعادتها إلى حظيرة المسيح الواحدة: نقرِّبهم من يسوع الذي هو النار المحرقة التي لا تترك حاجزًا يفصلنا عن يسوع. وربَّما يُعطي الله بعضنا "صنع المعجزات". الربّ "حرّ" في عطاياه. لا يتصرَّف مثل طاغية، فهو يعرف كلَّ واحد منّا. ويريد لكلِّ واحد منّا النجاح. لهذا يمنحنا الموهبة التي تجعل من كلِّ مؤمن التحفة التي فكَّر فيها.


                                                                       

رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتوس 14: 21-32

مكتوبٌ في الناموس: بالكلامِ الغريبِ وبلسانٍ آخرَ أتكلَّمُ مع هذا الشعبِ ولا هكذا أيضًا يسمعون لي، قالَ الربّ. إذًا الألسنُ آيةٌ موضوعةٌ هي، لا للمؤمنين، لكن لأولئك اللامؤمنين. أمّا النبوءاتُ فما هي للامؤمنين بل لأولئك المؤمنين. فإذا الكنيسةُ تجتمعُ كلُّها وكلُّهم بالألسنِ يتكلَّمون، يدخلُ البسطاء أو أولئك اللامؤمنون، وهم قائلون: هؤلاء جنُّوا هم؟ وإذا كلُّكم تكونون متنبِّئين، ويدخلُ إليكم بسيطٌ أو ذاك اللامؤمن، فهو مفحوصٌ من قِبلِكم كلِّكم وموبَّخٌ منكم كلِّكم. وخفايا قلبِه مكشوفة. وحينئذٍ يسقطُ على وجهِه ويسجُدُ لله ويقولُ: حقًّا اللهُ موجودٌ فيكم.

إذًا أنا قائلٌ يا إخوتي: متى أنتم مُجتمعون، فالذي منكم يكونُ له مزمور يقولُه، والذي له تعليم، والذي له وحي، والذي له لسان، والذي له ترجمة، كلُّها تكونُ للبنيان. فإذا إنسانٌ يتكلَّم بلسان، اثنانِ يتكلَّمان وبالأكثر ثلاثة، وواحدٌ واحدٌ يتكلَّمون وواحدٌ يُترجِم. وإذا ليس مِن مُترجِم يصمتُ في البيعة ذاك المتكلِّمُ بلسان، وبينَه وبينَ نفسِه يُكلِّمُ الله. أمّا الأنبياء فيتكلَّمون اثنان أو ثلاثة، والباقون يُميِّزون. وإذا كُشفَ لآخَر إذ هو جالس، فالأوَّلُ يسكتُ. فأنتم قادرون كلُّكم أن تتنبَّأوا واحدًا واحدًا لكي يتكلَّمَ كلُّ إنسان، وكلُّ إنسانٍ يتعزّى. لأنَّ روحَ الأنبياء خاضعة للأنبياء

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM