رُجم إسطفانس غافرًا لقاتليه

"يا قساةَ الرقاب واللامختونون في قلبِهم وفي مسمعِهم، أنتم في كلِّ زمانٍ تقاومون الروحَ القدس، فأنتم أيضًا مثلُ آبائِكم. 52فأيًّا من الأنبياء ما اضطهدَ آباؤكم وقتلوا، أولئك الذين تقدَّموا فأعلنوا مجيءَ الصدّيقِ الذي أسلمتموه وقتلتموه. 53وتقبَّلتُم الناموسَ بيدِ وصيَّةِ الملائكةَ وما حفظتموه."

54فلمّا سمعوا هذه، امتلأوا غضبًا في نفوسِهم وكانوا يصرّون أسنانَهم عليه. 55وهو إذ كان مُمتلئًا إيمانًا وروحًا قدُسًا، نظرَ في السماءِ فرأى مجدَ اللهِ ويسوعَ قائمًا عن يمينِ الله. 56فقال: "ها أنا راءٍ السماءَ وهي مفتوحةٌ وابنَ الإنسانِ قائمًا عن يمينِ الله." 57فصرخوا بصوتٍ عالٍ وسكَّروا آذانَهم وهجموا عليه كلُّهم. 58وأخذوه وأخرجوه إلى خارجِ المدينةِ ورجَموه. وأولئك الذين شهِدوا عليه وضعوا ثيابَهم لدى رِجلَي شابٍّ يُدعى شاول. 59ولمّا كانوا يرجمون إسطفانُس، كان هو مُصلِّيًّا وقائلاً: "يا ربَّنا يسوع، اقبَلْ روحي." 60ولمّا وضعَ ركبتَه (على الأرض) صرخَ بصوتٍ عالٍ وقال: "يا ربَّنا، لا تُقمْ لهم هذه الخطيئة." ولمّا قالَ هذه رقدَ.

1وشاولُ كان راضيًا ومشاركًا في قتلِه. (أع 7: 51-8: 1)

*  *  *

وانتهت العظة بالتوبيخ القاسي في خطِّ ما قال الأنبياء وأتمَّه يسوع. عنهم قال موسى: "شعب قاسي الرقبة". خُتنوا في الخارج، ولكنَّ قلبهم ما خُتن، أي أزال الغشاء ليفهم، ولا آذانهم انفتحت. انغلقت قلوبهم، صُمَّت آذانهم فكانت النتيجة مقاومة الروح القدس. كدتُ أقول: التجديف على الروح القدس، بحيث لا يكون غفران. وعاد إلى كلام الربّ: اضطهدتم الأنبياء. يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. وفي النهاية أسلمتم يسوع المسيح وقتلتموه. كلُّ هذا يعني أنَّكم تركتم الشريعة التي جاءت بيد الملائكة. فمن يا تُرى يُدافعُ عنكم بعد اليوم؟

ماذا كانت النتيجة؟ الموت لإسطفانس. هو مجدِّف. إذًا يُرجَم خارج المدينة كما صُلب الربُّ خارج أورشليم. وكما فعل يسوع فعل إسطفانس. غفر يسوع، ومثله قال إسطفانس: "يا ربّ، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة". وكما سلَّم يسوع روحه لأبيه السماويّ، سلَّم إسطفانس روحه للربِّ يسوع: "تقبَّل روحيّ". هكذا يكون الشهيد. لا بغض. لا حقد. لا طلب انتقام. قال بولس: "أتمنَّى أن أكون مع المسيح". وهذا ما عاشه إسطفانس: "أرى السماء مفتوحة". حيث يكون يسوع هناك يكون خادمه. ونحن لا ننسى أنَّ السبعة رُسموا "خدَّامًا" في الكنيسة. فقالت السريانيَّة: شمامسة أي خدَّام في خطِّ ذاك الذي ما جاء ليُخدَم، بل ليَخدُم ويبذل حياته عن كثيرين.

ولكن مات إسطفانس فعاش بولس. فشاول كان هنا وسيواصل الطريق التي فتحها إسطفانس.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM