فيلبُّس في السامرة

1وكانَ في ذلك اليومِ اضطهادٌ عظيمٌ للكنيسة التي في أورشليم، فتبدَّدوا كلُّهم في قرى اليهوديَّةِ وأيضًا بين السامريّين، ما عدا الرسلَ وحدَهم. 2وتجمَّع رجالٌ مُؤمنون فقبروا إسطفانُس وناحوا عليه نواحًا كبيرًا. 3وشاولُ كان مُضطهِدًا كنيسةَ الله، فيدخلُ إلى البيوتِ ويُجرجِرُ الرجالَ والنساء، ويُسلِّمُهم إلى السجن. 4وهؤلاء الذين تبدَّدوا، كانوا مُتجوِّلينَ وكارزينَ بكلامِ الله.

5أمّا فيلبُّس فنزلَ إلى مدينةِ السامريّين، وكانَ يُبشِّرهم بالمسيح. 6وإذ كانَ الناسُ هناكَ سامعينَ كلامَه، أنصتوا إليه وأذعنوا لكلِّ ما كانَ يقولُ لهم لأنَّهم رأوا الآياتِ التي كانَ يَعملُها. 7وكثيرونَ من الذينَ كانَتِ الأرواحُ النجسة أمسكتْهم، كانوا يصرخون بصوتٍ عالٍ ويخرجونَ منهم. وآخرون مُخلَّعونَ وعرجٌ شُفوا. 8وكان فرحٌ عظيمٌ في تلكَ المدينةِ. (أع 8: 1-8)

*  *  *

بدأت الكنيسة الأولى تخرج من عزلتها. هي لا تستطيع أن تبقى في أورشليم وفي اليهوديَّة. ولا أن تبقى محصورة في لغة كدت أقول ميتة. بدأ إسطفانس فدفع ثمن الانفتاح غاليًا. وفي أيِّ حال، تاريخ الكنيسة هو هنا. أمّا فيلبُّس فراح عند "المنفصلين" - "المنشقِّين" الذين دعاهم يشوع بن سيراخ: الشعب البليد. فمنذ زمن بعيد انقطعت العلاقات بين العالم اليهوديّ والعالم السامريّ. طائفتان، كنيستان، لكلِّ واحدة طريقها. ولكلِّ واحدة هيكلها: أورشليم، جرزيم. وربَّما أقول: لكلِّ واحدة إلهها وهو يختلف عن إله الفئة الثانية.

الرسل طلبوا نارًا من السماء على هذه القرية السامريَّة. أو على الأقلّ تعجَّبوا حين رأوا يسوع يكلِّم امرأة سامريَّة. أمّا الخدَّام السبعة، إسطفانس وغيره، فتجاوزوا هذا الانقسام بين يهوديّ وغير يهوديّ على ما سوف يقول بولس.

نلاحظ أوّلاً أنَّ الاضطهاد كان مفيدًا فأخرج المسيحيِّين الأوَّلين من أورشليم، وإلاَّ كانوا جماعة مثل الفرِّيسيِّين والصادوقيِّين. ونلاحظ ثانيًا أنَّ المؤمنين كانوا أوَّل من حمل البشارة. تبعهم فيلبُّس بانتظار أن يأتي بطرس ويوحنّا. فالمؤمن هو رسول وإلاَّ لا يكون مؤمنًا. والذي اشتعل بالإنجيل لا يمكن أن يحتفظ بهذه النار في قلبه. ونلاحظ أخيرًا أنَّ الاضطهاد أصاب العنصر اليونانيَّ لا العنصر الأراميّ أو العبريّ. فهم يعيشون في سلام. هكذا قُسِّمَتْ الكنيسة فضعفَتْ؟ هي طريقة تُستعمل حتّى اليوم: أنتم غير الآخرين! ارتاحوا أنتم؟ وكيف يرتاح عضو إذا كنت سائر الأعضاء تتألَّم!


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM