الشهادة ليسوع

5وفي الغد، اجتمعَ الرؤساءُ والشيوخُ والكتبة، 6وأيضًا حنّانُ عظيمُ الكهنةِ وقيافا ويوحنّا والإسكندر، وأولئكَ الذين كانوا من عشيرةِ عظماء الكهنة. 7ولمّا أقاموهما في الوسط، سألوهما: "بأيَّةِ قوَّةٍ أو بأيِّ اسمٍ فعلتُما هذه؟" 8عندئذٍ امتلأ سمعانُ كيفا روحًا قدُسًا وقال لهم: "يا رؤساءَ الشعبِ وشيوخَ بيتِ إسرائيل، اسمعوا. 9إذا كنَّا نحن اليومَ مُدانينَ منكم على إحسانٍ حصلَ لإنسانٍ مريض، وبماذا شُفيَ هذا، 10فليُعرفْ هذا لكم ولشعبِ إسرائيلَ كلِّه أنَّه باسمِ يسوعَ المسيحِ الناصريِّ الذي صلبتموهُ والذي أقامَه اللهُ من بينِ الأموات، بهِ هذا القائمُ هنا قدَّامَكم، هو مُعافى. 11هذا هو الحجرُ الذي رذلتُم أنتم البنّاؤون، وصارَ رأسَ الزاوية. 12فليسَ من خلاصٍ بإنسانٍ آخرَ، لأنَّه لا اسمَ آخرَ تحتَ السماءِ وُهِبَ للبشرِ به ينبغي أن نَحيَا." (أع 4: 5-12)

*  *  *

كلُّ ما يفعله الرسل، كلُّ ما يحصل لهم، هو مناسبة لأن يشهدوا ليسوع، ويذكِّر اليهود بما فعلوا حين صلبوا يسوع. ولكنَّ الله أقامه. مشهد عجيب: من جهة رسولان، اثنان، ضعيفان. ليس من يدافع عنهما، وقبالتهما رؤساء اليهود... ويذكرهم سفر الأعمال. كلُّ هؤلاء أتوا. ويا ليتهم يسمعون ما يُقال لهم. هم لا يريدون أن يفهموا ولا أن يتعلَّموا ولا أن يخرجوا من تحجُّرهم. هذا ما يحصل مرارًا في حياتنا: مَن هو هذا الذي يريد أن يعلِّمنا؟ ماذا يقولون لنا؟ وأراد اليهود خصوصًا أن يؤثِّروا في بطرس ويوحنّا بحيث لا يجسران بعد أن يتكلَّما. ولكن من يتكلَّم؟ لا الناس، بل الروح القدس هو الذي يتكلَّم.

بدأت المحكمة في سؤالين حول السلطة وحول الاسم. السلطة سلطة يسوع. والاسم اسم يسوع، لا فقط في هذا الشفاء، بل في خلاص البشر جميعًا. شُفيَ هذا الرجل باسم يسوع. كيف يعلن هذان الشابّان اسم يسوع بكلِّ هذه الجرأة! أما يخافان وهما الآتيان من السجن؟ الخوف يعني أنَّ الإيمان غائب. وعندما يكون الإيمان حاضرًا، لن يعود من مكان للخوف. فهم مستندون إلى من هو أقوى من هؤلاء المحاطين بالجنود والحرس. وهذا أتى يحمل الحرِّيَّة لا العبوديَّة. يحمل الخلاص لا الهلاك. في الماضي رذلوا يسوع. هو "حجر" لا ينفع، فإذا هو رأس الزاوية. واليوم يرذلون من ينادي باسمه... أو يستخفُّون! والنتيجة؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM