خمسة آلاف

22لأنَّ موسى قال: يُقيمُ لكم الربُّ نبيًّا من إخوتِكم مثلي، فلهُ اسمعوا بكلِّ ما يتكلَّمُ به معكم. 23ويكونُ أنَّ كلَّ نفْسٍ لا تسمعُ هذا النبيَّ، فتلكَ النفْسُ تَبيدُ من شعبِه. 24والأنبياءُ كلُّهم، من صموئيلَ والذين كانوا بعدَه، تكلَّموا وكرِزوا على هذه الأيّام. 25وأنتم أبناءُ الأنبياءِ والعهدِ الذي وضعَ اللهُ لآبائِنا، إذْ قالَ لإبراهيم: بزَرعِك تُبارَكُ جميعُ عشائرُ الأرض. 26فلكم منذُ القديم، أقامَ اللهُ ابنَه وأرسلَه، وهو يباركُكم حين ترجعون عن شرورِكم وتتوبون."

1وإذ كانَتْ هذه الكلماتُ تُقالُ للشعبِ، قامَ عليهما الكهنةُ والصدُّوقيّون ورؤساءُ الهيكل، 2وهم غاضبونَ عليهما لأنَّهما يُعلِّمَانِ الشعبَ ويَكرزانِ بالمسيح، على قيامتِه من بينِ الأموات. 3ورمَوا عليهما الأيدي واحتفظوا بهما إلى الغد، لأنَّ المساءَ كان اقتربَ. 4وكثيرونَ من الذين سمعوا الكلمةَ آمنوا، وكان عددُهم حوالي خمسةَ آلافِ رجل. (أع 3: 22-4: 4)

*  *  *

معجزة كبيرة. شفاء لم يُرَ مثله في الهيكل. قام به اثنان ضعيفان وقالا: باسم يسوع فعلنا ما فعلنا، لا بقدرتنا. وها الشهادة: الإيمان بيسوع أجرى المعجزة. ويسوع هو ذاك الذي صلبتموه. ولكن تذكَّر بطرس كلام الربِّ على الصليب: "لا يدرون ماذا يعملون". وهنا قال بطرس: "ما فعلتم كان عن جهل". فأنتم تستطيعون أن تعودوا عن جهلكم، عن غيِّكم بالتوبة والرجوع عن الخطايا.

وعاد بطرس إلى موسى والأنبياء يستقرئ أقوالهم التي تصل بنا إلى المسيح. كلُّهم تحدَّثوا، تطلَّعوا إلى هذه الأيَّام المجيدة، مثل إبراهيم الذي تمنَّى أن يرى يوم يسوع فرأى وفرح. تكلَّموا عن "أيَّام" الخير، وها هي هذه الأيَّام حاضرة. حاضرة لكم، وأنتم مدعوُّون لكي تدخلوا فيها، لكي تجدِّدوا حياتكم بحسب الطريق التي يدعونا الربُّ إليها. كلُّهم أشاروا إلى مجيء المسيح وها هو أتى. نحن شهود على حضوره قبل موته وبعد قيامته.

وماذا كانت نتيجة عمل الخير؟ السجن. في أيِّ حال، لا تلميذ أفضل من معلِّمه. والخطيئة الكبرى؟ هما يعلِّمان. فالتعليم وقفٌ على رؤساء الكهنة والكتبة. ولكن ماذا يعرفون؟ حسبوا أنَّ معهم "مفاتيح المعرفة" ولكن تبيَّن أنَّهم لا يعرفون. أمسكوا "بالمفتاح". فلا هم دخلوا ولا تركوا الناس يدخلون. ما أشبه الأمس باليوم!


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM