جرأة بطرس ويوحنّا

 

13فلمّا سمعوا كلامَ سمعانَ ويوحنّا الذي قالاه صراحة، وفهموا أنَّهما لا عارفَين الكتابةَ وأنَّهما بسيطانِ، اندهشوا بهما وعرفوا أنَّهما كانا مُتجوِّلَينِ مع يسوع. 14وكانوا ينظرون الأعرجَ الذي شُفيَ، وهو قائمٌ معهما، وإذْ لم يجدوا شيئًا يقولونه لمقابلتِهما، 15أمروا بأن يُخرجوهما من مجلِسِهم، وكان الواحدُ يقولُ للآخر: 16"ماذا نفعلُ لهؤلاءِ الرجال؟ آيةٌ جليَّةٌ كانتْ بأيديهما، وعُرفَتْ لدى سكّانِ أورشليمَ كلِّهم، ولا نستطيعُ الإنكار. 17ولكنْ نُهدِّدُهما بحيثُ لا يُنشَرُ هذا الخبرُ ويزيد، أن لا يتكلَّما بهذا الاسمِ لإنسانٍ من الناس." 18ودعوهُما وأمروهما بأن لا يتكلَّما قطُّ ولا يُعلِّما باسمِ يسوع.

19فأجابَ سمعانُ كيفا ويوحنّا وقالا لهم: "أهو عدلٌ قدَّامَ اللهِ أن نسمعَ لكم أكثرَ من الله؟ احكموا. 20أمّا نحنُ فغيرُ قادرَينِ أن لا نتكلَّم بما رأينا وسمعنا." 21وهدَّدوهما وأطلقوهما، لأنَّهم ما وجدوا عليهما علَّةً لكي يَحكموا عليهما بسببِ الشعب، لأنَّ كلَّ إنسانٍ كان مُمجِّدًا للهَ على ما كانَ. 22وأُضيفَ إلى ذلك أنَّ هذا الرجلَ الذي كانتْ فيه آيةُ الشفاء هذه، كان ابنَ أربعينَ سنة. (أع 4: 13-22)

*  *  *

شهادة بعد شهادة من الرسل الممثَّلين ببطرس ويوحنّا. بعد العنصرة حالاً، بعد شفاء المخلَّع، والآن شهادة رسميَّة جدًّا: كلُّ الرؤساء هم هنا. أما طرحوا السؤال على أنفسهم؟ التهديد، السجن... وذلك بعد أن صلبوا "المعلِّم". متى يتعلَّم هؤلاء الرسل؟ متى يحذرون الخطر؟ ولكنَّ بولس يقول باسمهم: ما من شيء يفصلنا عن محبَّة الله في المسيح.

ماذا رأوا؟ جرأة بطرس ويوحنّا. متى صاروا شجعانًا بهذا المقدار؟ سمعوهم يتكلَّمون. من الذي علَّمهم وهم لم يمرُّوا في مدارس الكتبة؟ هناك المعلِّم الأوَّل: الروح القدس. اثنان من عامَّة الناس يقفان هكذا ويدافعان عن قضيَّة، عن شخص قتلوه، صلبوه وهم يتذكَّرون ذلك. أجل، مَن عنده قضيَّةٌ يهجم ولا يتراجع. أمّا الكثيرون فلا قضيَّة لهم سوى أن يأكلوا ويشربوا ويؤمِّنوا حياتهم. ماذا يُنتظر منهم؟ لا شيء. هم كثرة عدد، فلا يفرَّقون عن قطيع من الغنم، أو جماعة عميان يقودهم بصير واحد، هذا إذا كان بصيرًا.

وجاء التهديد: لا تذكروا بعدُ هذا الاسم! فجاء جواب بطرس منطقيًّا: ممَّن نسمع؟ من الناس أم من الله؟ فيسوع هو من الله والذين يستجوبون هم من الناس. وبما أنَّ يسوع يملأ قلبيهما، فهل يستطيعان أن يسكتا؟ هي نار في الداخل لا تسمح للرسول أن يسكت. تلك كانت خبرة إرميا النبيّ. وتلك يجب أن تكون خبرتنا: إذا كنّا اختبرنا حقًّا يسوع، فكيف نسكت؟ فكيف لا ننادي بإيماننا على السطوح؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM