أوَّل معجزة: مخلَّع الباب الجميل

3  1وكانَ سمعانُ كيفا ويوحنّا صاعدَينِ معًا إلى الهيكلِ في وقتِ صلاةِ الساعةِ التاسعة. 2وها رجلٌ أعرجُ من بطنِ أمِّه، اعتادَ أناسٌ أن يحملوه، ويأتوا به ويضعوه في بابِ الهيكلِ المدعوِّ الجميل ليسألَ صدقةً من أولئكَ الداخلينَ إلى الهيكل. 3فهذا لمّا رأى سمعانَ ويوحنّا داخلَينِ إلى الهيكلِ طلب منهما أن يَعطياه صدقة. 4فحدَّقَ فيه سمعانُ ويوحنّا وقالا له: "حدِّقْ فينا." 5فحدَّقَ فيهما وهو راجٍ أن يأخذَ منهما شيئًا. 6قالَ له سمعان: "ليس لنا ذهبٌ وفضَّةٌ، ولكنَّ ما هو لي أهبُه لك: باسمِ يسوعَ المسيحِ الناصريّ، قُمْ وامشِ." 7وأخذَه بيدِه اليُمنى وأقامَه. وفي تلك الساعة، تشدَّدَتْ رِجلاهُ وعَقِباه. 8فوثبَ وقامَ ومشى، ودخلَ معهما إلى الهيكلِ وهو يمشي ويقفز ويسبِّحُ الله. 9فرآهُ الشعبُ كلُّه يمشي ويُسبِّحُ الله. 10وعرفوا أنَّه ذاك الشحّاذُ الذي كان يجلس كلَّ يومٍ ويسألُ صدقةً على البابِ المدعوِّ الجميل، فامتلأوا اندهاشًا وعجبًا على ما كانَ. (أع 3: 1-10)

*  *  *

أوَّل معجزة. من قام بها؟ بطرس ويوحنّا. شاهدان للمسيح. عملا ما عمله يسوع في كفرناحوم. غفر خطايا المخلَّع وقال له: احمل فراشك. أمّا المعجزة هنا فتمَّت في الهيكل، حيث الناس يدخلون ويخرجون. شُفيَ هذا المريض فامتلأ الناس حيرة وعجبًا. وماذا بعد ذلك؟ لا شيء. ماذا استفادوا من هذه المعجزة؟ وهل رأوا قدرة يسوع حاضرة في هؤلاء الذين اعتبروهم أمِّيِّين، لا يعرفون القراءة والكتابة، لا يفهمون شيئًا، صيَّادي سمك؟

لا شكَّ، بقدرتهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا. ومن جيبهم لا يقدرون أن يعطوا، فهم فقراء. قال بطرس: تطلب الفضَّة والذهب؟ أمور غير موجودة عندنا. ذاك ما نطلب مرارًا من الربّ: الأمور المادِّيَّة. فأين هي قدرة الرسولين؟ اسم يسوع. يكفي أن نذكره لكي ننال كلَّ خير. اسم يسوع هو الذي يشفي ويقوِّي ويعزِّي. اسم يسوع خلق هذا المخلَّع من جديد. ويد يسوع كانت مع يد بطرس: أمسك بيده! أنهضَه كما تُنهض الأمُّ ابنها. أين المرض؟ زال. والرِجْلان؟ اشتدَّتا. أخذ يمشي، يقفز. كدتُ أقول: يرقص. فرح الناس معه بدون شكّ. أحاطوا به. نظروا إليه بعد أن اعتادوا ينظرون إليه مقعدًا يستعطي. وأيُّ موقف يكون موقفنا حين نرى الخير حولنا والمواهب الكبيرة؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM