أوَّل صيد، ثلاثة آلاف

40وبأقوالٍ أخرى كثيرةٍ كانَ يشهدُ لهم ويطلبُ منهم، قائلاً: "تخلَّصوا من هذا الجيلِ العقيم." 41وأناسٌ منهم كانوا مُستعدِّينَ فقبلوا كلمتَه وآمنوا واعتمدوا. وأُضيفَ في ذلك اليوم نحو ثلاثةَ آلاف. 42وكانوا ثابتين في تعليمِ الرسل، ومُشاركينَ في الصلاةِ وفي كسرِ الإفخارستيّا.

43وكانَ الخوفُ على كلِّ النفوس، وكانتْ آياتٌ كثيرةٌ ومُعجزاتٌ بيدِ الرسلِ في أورشليم. 44وكلُّ الذين آمنوا كانوا معًا، وكلُّ شيء كانَ لهم، كانَ مُشترَكًا. 45وأولئكَ الذين اقتنوا شيئًا، كانوا يبيعونَه ويتقاسمونه حسب احتياج كلِّ واحد منهم. 46وكانوا كلَّ يومٍ ثابتينَ في الهيكلِ بنفْسٍ واحدة، وفي البيتِ كانوا يكسرونَ الخبزَ، ويتناولون الغداء ببهجة، وبسلامةِ قلبِهم، 47كانوا يسبِّحونَ الله بعدَ أن وُهبَتْ لهم الرحماتُ قدّامَ الشعبِ كلِّه. وكانَ ربُّنا مُضيفًا كلَّ يومٍ إلى الكنيسةِ أولئك الواجدينَ الحياة. (أع 2: 40-47)

*  *  *

أوَّل صيد لهؤلاء الذين نقلهم يسوع من صيد السمك إلى صيد البشر، ثلاثة آلاف نفس اعتمدوا. من جهة الرسول، من جهة الكاهن اليوم، والمعلِّم والوالدين: الوعظ والكلام الطيِّب، التشجيع، التنبيه والتحذير من الأخطار التي تهدِّد الإيمان. هؤلاء المسيحيُّون هم نبتة ضعيفة قد تلفحها ريح سامَّة! اعتمدوا. هل يكفي هذا؟ كلاّ. فلا بدَّ من التعليم. في الماضي واليوم، المؤمن يحتاج إلى التعليم وإلاَّ يبقى طفلاً لا يستطيع أن يأخذ الأطعمة القويَّة. ثمَّ ألا يعرف الاضطهاد الذي يهدِّد؟ وهل هو مستعدٌّ لأن يعطي جوابًا على الرجاء الذي فيه؟

هذا يعني أنَّنا نعرف إيماننا، نتعلَّم، نسمع، نقرأ. ثمَّ الحياة المشتركة من صلاة وإفخارستيّا (القدَّاس). هناك تعلَّم بولس الرسول إيمانَه قبل أن يمضي إلى البشارة. مضى إلى "بلاد العرب" يعني حوران وشرقيَّ الأردنّ (جرش، عمّان). فمن لا يعيش حياة الجماعة لا يمكن أن يكون مسيحيًّا. كثيرون هم مسيحيُّون بالاسم. ولا نعرف بمسيحيَّتهم إلاَّ يوم دفنهم. ولكن حين الجماعة تكون نور العالم، وكلُّ واحد منّا، نعطي الشهادة للآخرين، ويزداد عدد المؤمنين يومًا بعد يوم.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM