تفطَّرت قلوبُهم

"أيُّها الرجالُ، يا إخوتَنا، ليُسمَحْ لي أن أقولَ لكم صراحةً على رأس الآباء داود، أنَّه ماتَ وأنَّه أيضًا قُبر، وقبرُه عندَنا حتّى اليومَ هذا. 30لأنَّه كان نبيًّا وعارفًا أنَّ اللهَ أقسمَ له القسَم: مِن ثمارِ بطنِك أُجلِسُ على عرشِكَ. 31وسابقًا رأى وتكلَّمَ على قيامةِ المسيحِ أنَّه لا يُترَكُ في الشيولِ ولا يَرى جسدُه الفساد. 32فيسوعُ هذا، اللهُ أقامَه ونحنُ كلُّنا شهودُه. 33وهو الذي بيمينِ اللهِ رُفِعَ، وأَخذَ من الآب وعدًا على الروحِ القدس وأفاضَ الموهبةَ هذه التي أنتم راؤونَ وسامعون. 34فداودُ ما صعدَ إلى السماء لأنَّه هو من قال: قالَ الربُّ لربّي: اجلسْ عن يميني، 35حتّى أجعلَ أعداءَك موطئًا لرِجلَيك. 36والآنَ ليَعلمْ حقًّا بيتُ إسرائيلَ كلُّه أنَّ اللهَ جعلَ يسوعَ هذا الذي أنتم صلبتُم، ربًّا ومسيحًا."

37فلمّا سمعوا هذه توجَّعوا في قلبِهم وقالوا لسمعانَ ولبقيَّةِ التلاميذ: "ماذا نصنعُ، يا إخوتَنا." 38فقالَ لهم سمعانُ: "توبوا وليعتمدْ كلُّ واحدٍ منكم باسمِ الربِّ يسوعَ لغفرانِ الخطايا لكي تتقبَّلوا نعمةَ الروحِ القدس. 39لأنَّ الوعدَ لكم ولبنيكم ولكلِّ أولئك البعيدين وأولئك الذينَ يدعوهم اللهُ." (أع 2: 29-39)

*  *  *

نحن في خطبة بطرس يوم العنصرة. تحدَّث عن آلام يسوع وموته وقيامته. ثمَّ قدَّم مقطعًا من المزامير. وها هو الآن يطبِّق هذا المقطع على يسوع. الذين قرأوا مز 16 حسبوه ينطبق على داود ويبقى عند داود. هي القراءة اليهوديَّة التي لا تعرف يسوع ولا تريد أن تتعرَّف إليه. داود "رأى" في المعنى الروحيّ قيامة المسيح قبل الوقت.

ما قيل في الماضي انطبق على يسوع. وأضاف: نحن شهود على ذلك. فمن هو يسوع؟ هو الربُّ والمسيح. كيريوس، يقابل يهوه في العهد القديم. هو الذي تراءى على موسى في البرِّيَّة. والمسيح هو ذاك الذي أرسله الله من أجل خلاص البشر.

وماذا كانت النتيجة من هذه الشهادة التي أدَّاها بطرس؟ تفطَّرت قلوبهم. كان مَن وخزَها، حرَّكها، وسألوا كما سوف يسأل شاول على طريق دمشق: "ماذا يجب علينا أن نعمل؟" وجاء الجواب: التوبة والمعموديَّة. التوبة هي حركة تخرج من أعماق القلب، والمعموديَّة ممارسة خارجيَّة تدلُّ على صدق عاطفتنا الداخليَّة. ثمَّ هي تعطينا حياة جديدة حين يحلُّ الروح فينا كما حلَّ على الرسل يوم العنصرة وأطلقهم من أجل الرسالة.

 ونحن تعمَّدنا. ونسمع كلام الله في أكثر من مناسبة. هل نبقى محجَّرين؟ هل نكون تلك الأرض الصالحة التي تستقبل الحبَّة وتعطي أفضل الثمار؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM