ضربات الربّ

قراءة من نبوءة عاموس (5: 1-6)

اسمعوا هذه الكلمة التي أنادي بها عليكم رثاء يا بيتَ إسرائيل:

سقطت مملكة إسرائيل فلا تعودُ تقوم. طُرحتْ على أرضِها ولا من يقيمها. فهذا ما قال السيِّد الربّ: "المدينةُ التي لبيت إسرائيل وتُخرج للقتال ألفًا يبقى لها مئة، والتي تُخرج مئة يبقى لها عشرة."

وهذا ما قال الربُّ لبيت إسرائيل: "اطلبوني فتحيوا، ولا تطلبوا بيت إيل، لا تجيئوا إلى الجلجال ولا تعبروا إلى بئر سبع. فأهل الجلجال مصيرهم إلى السبي، وبيت إيل إلى العدم."

اطلبوا الربَّ فتحيوا لئلاَّ يقتحم الربُّ بيت يوسف كنار تأكل بيت إيل ولا من يطفئها.


 

تتحدَّث الرسالة إلى العبرانيِّين عمّا يصيب المؤمنين، فيتذمَّرون. أهكذا تعامل الذين يسيرون بحسب وصاياك: ما ندعوه "ضربات" هو تأديب من عند الربّ. هو تنبيه ودعوة إلى التوبة. "لأنَّ الذي يحبُه الربُّ يؤدِّبه، يجلد كلَّ من يحسبهم أبناءه (عب 12: 7). الابن الحقيقيُّ يقبل التأديب من أبيه، لا الغريب، لا ابن الزنى.

أوَّل "ضربة" كانت "الجوع". العبارة "خواء الأسنان". لا شيء تضعونه بين أسنانكم. ثمَّ "عوز الخبز" أو الحاجة إلى الطعام، في مدنكم، في مساكنكم. هل فكَّرتم؟ وبعد التفكير، هل تبتُم؟ كلاّ.

الضربة الثانية: لا مطر. وخصوصًا المطر الربيعيّ الذي يوفِّر الحصاد ويكثر الغلَّة. لا مياه للريّ. بل لا مياه للشرب. وتأتي الردَّة وتتكرَّر: "ما تُبتُم إليّ". ثمَّ الوباء، والحرب، وأخيرًا الدمار والحريق. خمس مرَّات جعل النبيُّ عمل الله تجاه ردَّة الفعل عند الشعب. ما الذي نقص؟ التوبة. وبما أنَّ لا توبة سوف يأتي العقاب.

ما فعل الربُّ بالمصريِّين إبَّان مسيرة خروج الشعب، فعله بشعبه. فالخطيئة هي هي والعقاب هو هو. والهدف هو هو: نداء إلى التوبة. التعرُّف إلى عمل الله الذي هو السبب الأوَّل لما يحصل في الكون. ثمَّ الإنسان، ثمَّ الطبيعة، وكلُّ هذا يأتمر بأمر الله. في وقت من الأوقات، رأى السحرة "إصبع الله". وتأخَّر الفرعون، وفي النهاية، خضع. "أطلقْ شعبي". رفض أكثر من مرَّة، وفي النهاية أطلقهم. امضوا وصلُّوا من أجلي.

فهل تتوب السامرة؟ هل تعرف أنَّ يد الربِّ تناديها؟ ليس ما يحصل هو من قبيل الصدف. فالربُّ هو الذي يحرِّك الطبيعة لينبِّه شعبه إلى سلوك يسير فيه، فلا يصل به سوى إلى الموت. الكبار والصغار، كلُّهم مهدَّدون وما من أحد يفلت. متى يستيقظ المؤمنون؟ متى يفهم الكبار؟ وإلاَّ ينقلب كلام الربِّ "رثاء" (5: 1) وبكاء على سقوط مملكة إسرائيل التي "تُطرَح أرضًا ولا من يقيمها" (آ2).


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM