جسم يسوع القائم من الموت

لاحظ شرَّاح الكتاب، بحقّ، أنَّ يوحنّا ولوقا شدَّدا بقوَّة على جسم يسوع القائم من الموت. ليس هذا عن طريق الصدف. فقد توجَّه هذان الإنجيلان إلى مسيحيِّين من أصل وثنيّ، إذًا، إلى أناس تحمل لهم قيامة الجسد صعوبة كبيرة وبالرغم من تجربة ممكنة بأن يكيَّف التعليم لكي يصبح مقبولاً لهذه العقليَّة اليونانيَّة، ما تراجع لوقا ويوحنّا عن "واقعيَّة" الاختبار الذي عاشه الشهود. في الواقع، أبرزوه بل ضخَّموه ليبيِّنوا أنَّ المسيح ليس "شبحًا" (أو: خيالاً)، وأنَّ ظهوره ليس رؤية ذاتيَّة ولا مجرَّد هلوسة. لا شكَّ في النيَّة الدفاعيَّة ولكن ينبغي ألاَّ نخطأ. إذا كان مرقس ومتَّى لم يُبرزا هذه الوجهة، فلأنَّهما لم يحسَّا أنَّها ضروريَّة. فالمسيحيُّون من أصل يهوديّ لا يمكن أن يتخيَّلوا قيامة من دون جسمٍ متجلٍّ. وحسب نظرة الكتاب إلى الإنسان، الإنسان هو جسده. فإن عاد إلى الحياة، يعود مع جسده. إذًا، اليقين الأساسيّ يبقى هو عند متَّى ومرقس، كما عند لوقا ويوحنّا.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس لوقا (24: 36-48)

 

 

36وإذ كانَ هذان مُتكلِّمَينِ، قامَ يسوعُ بينَهم وقالَ لهم: “سلامٌ معكم. أنا، أنا هو، فلا تخافون.” 37وهم ارتهبوا، وكانوا في خوفٍ لأنَّهم كانوا ظانِّينَ أنَّهم روحًا راؤونَ. 38فقال لهم يسوع: “لماذا أنتم مُضطربون، ولماذا هذه الأفكارُ صاعدةٌ على قلوبِكم؟ 39انظروا يديَّ ورِجليّ، إنّي أنا، أنا هو، جُسُّوني، واعرِفوا أنَّ الروحَ ليس له لحمٌ وعظامٌ كما أنتم راؤون أنَّه يُوجدُ لي.” 40وحين قال هذه، أظهرَ لهم يدَيهِ ورِجلَيه. 41وإذْ ما كانوا حتّى الآن مُصدِّقينَ مِنْ فرَحِهم، ومُتعجِّبينَ، قالَ لهم: “أيُوجدُ هنا لكم شيء للأكل؟” 42فأعطوه هم قطعةً من سمَكٍ مَشويٍّ ومن شهدِ عسَل. 43فأخذَ وأكلَ أمامَ عيونِهم. 44وقال لهم: “هذه هي الأقوالُ التي تكلَّمتُ بها معكم، حين كنتُ عندكم، أنَّه يَنبغي أن يَتمَّ كلُّ شيء مَكتوبٌ عليَّ في ناموس موسى وفي الأنبياء وفي المزامير. 45عندئذٍ فتح ذِهنَهم لفَهمِ الكتب. 46وقال لهم: “هكذا كُتبَ: هكذا واجبًا كان أنْ يتألَّمَ المسيحُ وأن يقومَ من بينِ الأمواتِ لثلاثةِ أيّام. 47وأن يُكرَزَ باسمِه بالتوبةِ لمغفرةِ الخطايا في الشعوبِ كلِّها، والبدايةُ تكون في أورشليم. 48وأنتم شهودٌ لهذه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM