عمَّاوس اليوم

هذا حصل "ذات يوم" بعد غداة موت يسوع، ترك اثنان من أصدقائه أورشليم. تركا وراءهما المدينة المقدَّسة، المدينة الغشَّاشة حيث يُقتَل الأنبياء وحيث صُلب يسوع. غاب المعلِّم فتشتَّت التلاميذ.

هذا حصل "في ذلك اليوم عينه" (لو 24: 1)، يوم الربّ، يوم النهاية والبداية معًا، يوم قيامته. لا في وقت من هذا الزمن المقدَّس، في وقت من حياته - "في تلك الأيَّام" - لكن في هذا اليوم الفريد الذي إليه يعود كلُّ حدث.

لهذا حدث يومٍ هو حقيقيّ لكلِّ يوم. أنت تقترب، يا يسوع، من الذين يتأمَّلون في ما حصل لك. ما زلت مخفيًّا. ومع ذلك ترافق صلاة من يبحث عنك على مدِّ هذا التاريخ، ويدخلك عنده. امنح لعزلتي وجهلي عطيَّة الكنيسة التي تعرفك والتي تثبِّتها حين تفيضها في العالم.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس لوقا (24: 13-33)

 

13وها اثنان منهم في اليومِ عينه، كانا ذاهبَينِ إلى قريةٍ اسمُها عمّاوس، بعيدةٍ ستِّينَ غَلوةً عن أورشليم. 14وهما مُتكلِّمَينِ كانَ الواحدُ مع الواحد على هذه كلِّها التي حصلَتْ. 15وإذْ هما مُتكلِّمان ومتسائلان واحدٌ مع واحد، أتى يسوعُ نفسُه ووصلَ إليهما وكان سائِرًا معهما. 16وأعينُهما كانَتْ مُمسَكةً بحيث لا يَفطنان له. 17فقالَ لهما: ما هي الأقوالُ هذه المتكلِّمان بها الواحدُ مع الواحد، وأنتما سائران وحزينان أنتما؟ 18فأجابَ واحدٌ منهما واسمُه قليوفا: “أأنتَ وحدَك يا تُرى غريبٌ عن أورشليم؟ فأنتَ غيرُ عارفٍ الشيءَ الذي كان فيها في تلك الأيّام.” 19فقال لهما: “ماذا؟” فقالا له: “على يسوعَ ذاك الذي من الناصرة، الذي كان نَبيًّا، ومُقتدِرًا كان بالكلمةِ وبالأعمال قُدَّام الله وقُدّام الشعبِ كلِّه. 20فأسلَمَهُ عظماءُ الكهنةِ والشيوخُ لحُكمِ الموتِ وصلبُوه. 21ونحن كنّا راجين أنَّه كان هو عتيدًا أن يُخلِّصَ إسرائيل، وها ثلاثةُ أيّامٍ منذُ أن كانت هذه كلُّها. 22ولكن أيضًا نساءٌ منّا أذهلْنَنا. كنَّ قدِمنَ إلى القبر، 23وحين ما وجدْنَ جسدَه، أتَينَ قائلاتٍ لنا: “رأينا ملائكةً هناك قائلينَ علَيه: هو حيّ. 24وأيضًا رجالٌ منّا ذهبوا إلى القبر فوجَدُوا هكذا كما قالَتِ النساء. أمّا هو فما رأوه.”

25حينئذٍ قالَ لهما يسوع: “يا قليلَي الفهمِ ويا ثقيلَي القلبِ للإيمانِ بكلِّ ما تَكلَّمَ به الأنبياء. 26أما كان مزمعًا أنْ يَحتمِلَ المسيحُ هذه وأن يَدخُلَ إلى مجدِه.” 27وبدأ من موسى ومن الأنبياء كلِّهم، ومُفسِّرًا كان لهم عن نفسِهِ من الكتبِ كلِّها. 28واقتربا من تلكَ القريةِ التي كانا ذاهبَيِن إليها، وهو مُوهمًا كان لهما كما لو أنَّه ذاهبٌ إلى مكانٍ بعيد. 29فأصرَّا علَيه قائلَينِ لَهُ: “ابقَ عندَنا، لأنَّ النهارَ مالَ الآن إلى الظلام.” فدخَلَ ليَبقى عندَهما. 30وحدَثَ حين اتَّكأ معهما، أنَّه أخذَ خُبزًا وباركَ وكسَرَ وأعطاهما. 31وللحالِ فُتحَتْ أعينُهما وعرفاه. وهو رُفعَ من بينِهما. 32وقائلَينِ كان الواحد للواحد: “أما كان قلبُنا ثقيلاً في داخلِنا حين كان مُتكلِّمًا معنا في الطريقِ ومُفسِّرًا لنا الكتبَ؟” 33وقاما في تلك الساعة، ورجَعا إلى أورشليم فوجدا الأحدَ عشَرَ مُجتمعينَ والذينَ معهم.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM