تنقية مريم المجدليَّة

ما خسرت مريم المجدليَّة الإيمان. ما خسرت الرجاء. ولكنَّ القساوة هو أنَّه لم تقدر أن تتجاوز ألمها. "فحين قالت هذا، التفتت إلى الوراء فرأت يسوع واقفًا هنا. ولكنَّها لم تعلم أنَّه يسوع" (يو 20: 14). مرارًا ما نجد في سرِّ القيامة لعبة التخفِّي العجيبة، الغريبة. هذا يفهمنا أنَّ يسوع يتجلَّى حسب نوايا قلبه العميقة. وهنا، لا يتجلَّى للنساء القدِّيسات في مجده، لأنَّه لم يكن باستطاعتهنَّ أن ينظرن إليه، ولا أن يكنَّ شاهدات لقيامته. فهو تجلَّى بشكل نرى أنَّه في الوقت عينه من الأرض ومن السماء، لأنَّه ذاك الذي عاش مع الرسل وذاك الذي لا يعيش بعدُ معهم.

عندئذٍ نفهم أطيب فهم مدلول هذا الظهور: تنقية قلب مريم المجدليَّة. ونحن نشهد هذه التنقيات المتعاقبة: أوَّلاً، أُخذ ربُّها منها. ثانيًا، حضور الرسل الذي لا يعطي شيئًا، ثمَّ حضور الملائكة وأخيرًا حضور يسوع الذي لا يعطي شيئًا لأنَّ عين مريم ليست نقيَّة بما فيه الكفاية. وحده النداء، النداء الداخليّ "مريم" أيقظ أعمق ما في قلبها. فالأعمق الأعمق هو حبُّه والمشاهدة، هو نداؤه.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنَّا (20: 11-18)

 

11أمّا مريمُ فكانتْ قائمةً عندَ القبرِ وباكية، وإذ هي باكية حدَّقتْ في القبرِ. 12فرأتْ ملاكين اثنين جالسين في ثيابٍ بيضاء، واحدٌ عند الوسادتين وواحدٌ عند رجليه، حيثُ كان موضوعًا جسدُ يسوع. 13(وكانا) قائلَين لها: "يا امرأة، لماذا أنتِ باكية؟" فقالت لهما: "أخذوا ربّي ولا عارفةٌ أنا أين وضعوه." 14قالت هذه والتفتتْ إلى ورائها ورأت يسوعَ الذي كان قائمًا، ولا عارفة كانتْ أنَّه يسوع. 15فقالَ لها يسوع: "يا امرأة، لماذا أنتِ باكية، ومَنْ طالبةٌ أنت؟" وهي ظنَّتْ أنَّه البستانيّ، فقالَتْ له: "إن أنتَ أخذتَه، قُلْ لي أين وضعتَه فأذهبُ وآخذُه." 16فقالَ لها يسوع: "مريم." والتفتتْ وقائلةً له بالعبريَّة كانت: "رابّوني" الذي مقال: المعلِّم. 17فقال لها يسوع: "لا تلمسيني، لأنَّي بعدُ ما صعدتُ إلى أبي. لكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: "أنا صاعدٌ إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهِكم." 18حينئذٍ أتتْ مريمُ المجدليَّة، وبشَّرت التلاميذَ أنَّها رأتْ ربَّنا وأنَّه قال لها هذه.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM