هو الربّ

على الدوام لا نعرف جيِّدًا أين وكيف ينضمُّ يسوع إلينا. نسير مع إخوتنا ونحن حاملون ثقل النهار، متذكَّرين ضعف إيماننا وخيبة رجائنا. وفجأة نشعر أنَّ شيئًا ما حصل. نزل الثقل عن أكتافنا، وصارت نقلتُنا خفيفة. ففصح المسيح حوَّل نظرتنا إلى العالم، أيقظ إيماننا، قوَّى رجاءنا. أضحت الطريق سهلة واندفعنا لكي نروي ما حصل لنا في الطريق: "المسيح حقًّا قام! انضمَّ إلينا في الطريق."

نختبر هذا في عيد القيامة. كما نختبره في احتفال نجد فيه علاماته: الفرح، السلام، العذوبة، والسعادة بأن نقاسم ما اختبرنا في الطريق. المسيح ينضمُّ إلينا حين ننصت إليه، فتبتعد قلوبنا، شيئًا فشيئًا، عن اهتماماتنا، لكي تتحوَّل إليه. هو انقلاب خصميّ يجعلنا نعبر من الظلِّ إلى النور، من التعب إلى الفرح، من ذواتنا إلى إخوتنا. انقلاب فصحيّ يمسكنا في ساعة الله. يا ليتنا، في هذه الأيَّام، نتساءل في طريقنا: "أيُّ نار أحرقت قلوبنا"، كما أحرقت تلميذي عمَّاوس. فيأتينا الجواب بقوَّة جديدة: "هو الربّ!". عندئذٍ يكون عيد الفصح فعل فعله، كما بدأ منذ ألفي سنة.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنَّا (21: 1-14)

 

1بعد ذلك، أظهرَ يسوعُ أيضًا نفسَه لتلاميذِه على بحرِ طبريَّة، وهكذا ظهر. 2هم كانوا معًا سمعانُ كيفا، وتوما الملقَّب بالتوأم، ونتنائيل ذاك الذي من قانا الجليل، وابنا زبدى، واثنان آخران من التلاميذ. 3فقال لهم سمعانُ كيفا: "أنا ذاهبٌ أصطادُ سمكًا." فقالوا له: "نحن أيضًا آتونَ معك." وخرجوا وصعدوا إلى السفينة، وفي ذلك الليلِ شيئًا ما اصطادوا. 4ولمّا كان الصباحُ قامَ يسوعُ على شاطئ البحرِ، وما عرفَ التلاميذُ أنَّه يسوعُ. 5فقالَ لهم يسوع: "يا فتيان، أما يُوجَدُ لكم شيء للأكلِ؟" فقالوا له: "لا." 6فقالَ لهم: "ارموا مصيدَتكم من جانب يمينِ السفينة وأنتم تجدون. فرموا، وما قدروا على جذبِ المصيدة من كثيرة الأسماكِ التي أَخذَتْ. 7فقالَ ذلك التلميذُ الذي كان يسوعُ مُحِبًّا له لكيفا: "هذا ربُّنا هو." فلمّا سمعَ سمعانُ أنَّه ربُّنا هو، أخذ قميصَه وشدَّ حقويه لأنَّه كان عريانًا وألقى بنفسِه في البحر ليأتيَ إلى يسوع. 8أمّا التلاميذُ الآخرونَ فأتَوا بالسفينة، لأنَّهم ما كانوا بعيدينَ كثيرًا عن الأرض إلاّ مئتي ذراع، وجارِّين كانوا مصيدةَ الأسماك تلك. 9ولمّا صعدوا إلى الأرض، رأوا الجمراتِ وهي موضوعةٌ، والسمكَ موضوعًا عليها، والخبز. 10فقالَ لهم يسوع: "هاتوا من تلكَ السمكاتِ التي اصطدتُم الآن." 11فصعدَ سمعانُ كيفا وجذب المصيدةَ إلى الأرض، وهي مملوءةٌ سمكاتٍ عظيمات، مئة وخمسين وثلاثًا، وبهذا الثقلِ كلِّه ما تمزَّقتْ تلكَ المصيدة. 12وقالَ لهم يسوع: "تعالوا تغدَّوا." ولا إنسانٌ من التلاميذِ كان مجترئًا أن يسألَه من هو، لأنَّهم كانوا عارفينَ أنَّه ربُّنا هو. 13فاقتربَ يسوعُ وأخذَ الخبزَ والسمكَ ووهبَ لهم. 14هذه مرَّة ثالثة تراءى يسوعُ لتلاميذِه عندما قامَ من بينِ الأموات.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM