الحبُّ والموت

كلُّ حبٍّ لا يجد جذوره في حاش المخلِّص وآلامه، هو باهت ويحمل الخطر. وما أتعس الموت من دون حبِّ المخلِّص! وما أتعس الحبَّ من دون موت المخلِّص: فالحبُّ والموت يمتزجان امتزاجًا في حاش المخلِّص وآلامه، بحيث لا يكون في قلبنا الواحد دون الآخر.

على الجلجلة، لا تكون لنا الحياة بدون الحبّ، ولا الحبّ بدون موت الفادي. وبعد ذلك، كلُّ شيء هو موت أبديّ أو حبٌّ أبديّ، وكلُّ الحكمة البشريَّة تقوم في حسن الاختيار.

أيُّها الحبُّ الأزليّ، نفسي تطلبك وتختارك منذ الأزل. فتعال أيُّها الروح القدس، وأشعل قلوبنا بحبِّك. أو نحبُّ أو نموت! بل نموت ونحبّ. نموت عن كلِّ حبٍّ لنحيا من حبِّ يسوع، بحيث لا نموت الموت الأبديّ، بل نحيا في حبِّك الأبديّ، يا مخلِّص نفوسنا، وننشد إلى الأبد: ليحيَ يسوع! أنا أحبُّ يسوع! ليحيَ يسوع الذي أحبَّ. أحبَّ يسوع الذي يحيا ويملك في دهر الدهور. آمين.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنَّا (19: 28-37)

 

28وبعد هذه، عرفَ يسوعُ أنَّ كلَّ شيء كمل. ولكي يَتمَّ الكتابُ قال: "عطشانُ أنا." 29وكان إناءٌ موضوعًا (هناك) ومملوءًا خلاًَّ. وهم ملأوا الإسفنجةَ من الخلِّ ووضعوها على الزوفى وقرَّبوها نحو فمِه. 30فلمّا أخذ يسوع ذاك الخلَّ، قال: "ها مكمَّلٌ هو". وأحنى رأسَه وأسلم روحه. 31ولأجلِ أنَّ الجمعةَ كانت، كان اليهودُ قائلين: "لا تبيتُ الأجسادُ هذه على صلبانِها لأنَّ السبتَ مُطِلٌّ؛ لأنَّ يوم السبت ذلك كان يومًا عظيمًا. فطلبوا من بيلاطُسَ أن تُكسَرَ سيقانُ هؤلاء المصلوبين وينزلوهم. 32والجنودُ أتَوا وكسروا ساقَي الأوَّل (وساقي) ذلك الآخَرِ الذي صُلبَ معه. 33ولمّا أتَوا إلى يسوعَ رأوا أنَّه ماتَ هو من قبْلُ، فما كسروا ساقَيْهِ. 34لكنْ واحدٌ من الجنودِ طعنَه في جنبِه بحربةٍ وحالاً خرجَ دمٌ وماء. 35ومن رأى شهد، وحقٌّ هي شهادتُه، وها عارفٌ أنَّه قالَ الحقَّ بحيثُ تؤمنون أنتم أيضًا. 36وهذه كانتْ ليتمَّ الكتابُ الذي قالَ: عظمٌ لا يُكسَر فيه. 37وأيضًا الكتابُ الآخر الذي قالَ: ينظرونَ إلى الذي طعنوه.

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM