المجدُ على الصليب

حين مات بين أقسى العذابات التي يمكن أن نتصوَّرها ونحسُّ بها، بعد أن أحسَّ بالحزن والمخافة والرعب والضيق والعزلة والضغط الداخليّ الذي لم يتألَّم مثله أحد ولن يتألَّم، ربّنا الذي رُفع على الصليب بين الأرض والسماء. لم يكن، كما يبدو، ممسوكًا بيد أبيه إلاَّ برأس الروح وبشعرة واحدة من رأسه، كما يمكن أن يُقال. هو الذي لامسته يدٌ ناعمة، يد الآب الأزليّ، فينال غمرًا ساميًا من السعادة. أمّا الباقي كلُّه فكان نزولاً في الحزن والتعب. لهذا هتف: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟"

في وسط بحر الآلام الذي كان ثقيلاً على يسوع، لبثت كلُّ ملكات نفسه مبتلعة ومدفونة في عذاب وأتعاب، ما عدا طرف الروح الذي كان بمنأى عن كلِّ محنة. فهو يشعُّ مجدًا وسعادة.

ما أغبط الحبَّ الذي يملك في قمَّة روح المؤمنين حين يكونون بين أمواج وأنواء الضيقات الداخليَّة!

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (27: 45-50)

45ومن الساعةِ السادسةِ، كان ظلامٌ على الأرضِ كلِّها، حتّى الساعةِ التاسعَة. 46وعلى وجهِ الساعةِ التاسعة، صرخَ يسوعُ بصوتٍ عالٍ وقال: “إيل، إيل، لماذا تركتَني؟” 47وكانَ هناكَ أناسٌ من أولئكَ القائمِين. فلمّا سمِعوا كانوا يقولون: “هذا دعا إيليّا.” 48وفي تلك الساعةِ، أسرعَ واحدٌ منهم وأخذ إسفنجةً وملأها خلاًّ ووضعَها على قصبة، وساقيًا كان له. 49والباقون كانوا قائلين: “دعُوا فنرى إن كان إيليّا آتيًا لخلاصِه.” 50أمّا يسوعُ فصرخَ أيضًا بصوتٍ عالٍ، وأسلمَ روحَه.

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM