مزامير داود

يمرُّ بنا أحيانًا أن نكتشف في المزامير آثارًا من كرازة الأنبياء: ذاك، مثلاً، هو وضع مز 118 الذي تنشده الكنيسة في الزمن الفصحيّ. فالمرتِّل تأثَّر بما قال إشعيا عن حجر الزاوية أو حجر الغلقة. ونستطيع أن نقول الشيء عينه عن مز 51: 9: "الذبيحة التي ترضي الله هي روح منسحق. فأنت لا ترفض القلب المنسحق المنكسر، يا الله." هو يتذكَّر كلام حزقيال: "أنزع قلبكم الحجر وأعطيكم قلبًا من لحم" (36: 26، قلب يحسّ). ومع ذلك يشير مز 51 إلى داود. ولكنَّ هذا لا يمنعه أن يعيد بناء أسوار أورشليم، ممّا يعني أنَّ هذه الأسوار كانت مدمَّرة، أي بعد زمن داود بوقت طويل. أمّا مز 22 فيشير أيضًا إلى داود، ولكنَّه يتحدَّث عن الصلب، وهي ممارسة غير معروفة في شعب إسرائيل ارتبطت المزامير بداود وهو الذي قيل عنه إنَّه رتَّب العبادة في الهيكل، كما ارتبطت الأسفار الحكميَّة بسليمان، والأسفار الخمسة بموسى. هي محطَّات في حياة الشعب الأوَّل الذي يستعدُّ لاستقبال المسيح.

*  *  *

قراءة من سفر المزامير (22: 2ي)

 

2إلهي إلهي لماذا تركتني، وامتنعتَ عن نجدتي وسماع أنيني؟ 3في النهار أدعو فلا تُجيب، وفي الليل فلا تُحرِّك ساكنًا. 4وأنتَ القدُّوس على عرشك، يهلِّلُ لك بنو إسرائيل.

7أنا دودة لا إنسان، يعيِّرني البشرُ وينبذني الشعب. 8كلُّ من يراني يستهزئ بي. يقلبُ شفتيه ويهزُّ رأسه. 9ويقول: "توكَّلَ على الربُّ فلينجِّه، وينقذه إن كان يرضى عنه."

13أشدَّاء كثيرون يطوِّقونني، كثيرانِ باشانَ يحيطونَ بي. 14فاغرين أفواههم عليَّ كأسد مفترس مزمجر. 15كالماء سالت قواي وتفكَّكت جميعُ عظامي. صار قلبي مثلَ الشمع يذوبُ في داخلي صدري.

17كالكلاب يحيطون بي. زمرةٌ من الأشرار يحاصرونني. أوثقوا يديَّ ورجليَّ، 18ومن الهزالِ أعُدُّ عظامي. وهم ينظرونَ ويتفرَّسون فيَّ. 19يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون. 20وأنت يا ربُّ لا تتباعد. يا إلهي أسرع إلى نجدتي. 21أنقذني من السيف يا ربّ.

 

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM