صمت يسوع

 

تقدَّم ربُّنا صامتًا أمام بيلاطس لكي يدافع عن الحقيقة المهانة. آخرون ينالون النصر بمدائح ودفاع، أمّا ربُّنا فانتصر بصمته، لأنَّ الأمر المتوجِّب للصمت الإلهيّ، هو انتصار التعليم الحقيقيّ. تكلَّم ليعلِّم. وصمت في المحكمة. ما صمت عمَّا يرفعنا، وما حارب ضدَّ الذين استحقروه. فأقوال هؤلاء المفترين كانت مثل تاج على رأسه. صمت لكي يجعلهم صمته يصيحون بشكل أقوى أيضًا، بحيث إنَّ هذه الشتائم تجمِّل تاجه. لو أنَّه تكلَّم، لفرضت أقواله الحقَّة الصمت على هذه التواطؤات التي تهتمُّ بجدل إكليله.

حكموا عليه لأنَّه قال الحقيقة. ولكن لم يحكم عليه لأنَّ الحكم عليه كان انتصاره بالذات. ما اهتمَّ أبدًا بأن يقنعهم. أراد أن يموت وقد يكون الجواب ترسًا ضدَّ الموت صمت. ولو أنَّه تكلَّم لكان قال الحقيقة التي لا يستطيع الكذب أن يقاومها (أفرام السريانيّ).

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (27: 11-14)

 

11وقامَ ليسوعَ قدّامَ الوالي. فسأله الوالي وقالَ لهُ: “أأنتَ هو ملكُ اليهود؟” قالَ له يسوعُ: “أنتَ قلتَ.” 12وإذْ كان عظماءُ الكهنةِ والشيوخِ مُشتكينَ عليه، هو ما ردَّ جوابًا. 13حينئذٍ قالَ لهُ بيلاطُس: “ألا تسمعُ أنتَ كم يشهدونَ عليكَ؟” 14فما أعطاهُ جوابًا ولا بكلمةٍ واحدة. فتعجَّبَ من هذا جدًّا.

 

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM