"لا تكن مشيئتي بل مشيئتك"

في بستان الزيتون، بدأ الربُّ صلاته، والرسل الثلاثة - بطرس، يعقوب، يوحنّا - نائمون. أحيانًا يستيقظون ويسمعون ما يردِّد الربَّ في صلاته: "لا تكن مشيئتي، لكن مشيئتك". ما هي مشيئتي، ما هي مشيئتك التي يتكلَّم عنها الربّ؟ نستطيع أن نفهم أنَّ يسوع، في نفسه البشريَّة، يرتعد أمام هذا الواقع الذي يدركه بكلِّ قساوته: مشيئتي هي أن لا أشرب هذه الكأس. ولكن إرادتي خاضعة لإرادتك، لإرادة الله، لإرادة الآب وهي إرادة الابن الحقيقيَّة. وهكذا حوَّل يسوع في هذه الصلاة، النفور الطبيعيّ، النفور من الناس، النفور من رسالة الموت لأجلنا. حوَّل مشيئته الطبيعيَّة إلى مشيئة الله، في "نعم" لمشيئة الله. (البابا بنديكتس السادس عشر).

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (26: 36-46)

 

36حينئذٍ أتى معهم يسوعُ إلى المكانِ المدعوِّ جتسمَاني، وقالَ لتلاميذِه: “اجلسوا هنا حتّى أذهبَ أنا وأصلّي.” 37وأخذ كيفا وابنَيْ زبدى الاثنين، وشرعَ بحزنٍ ويكتئبُ. 38وقالَ لهم: “حزينةٌ هي نفسي حتّى الموت. أمكثوا لي هنا واسهروا معي.” 39وابتعدَ قليلاً، وسقطَ على وجهِه ومصلِّيًا كان وقائلاً: “يا أبي، إن هو مُستطاعٌ تعبرُ عنّي الكأسُ هذه. لكن لا كما أنا نفسي أريدُ، لكن كما أنتَ.” 40وأتى إلى تلاميذِه فوجدهم نائمين، فقالَ لكيفا: “أهكذا ما قدرتُم أن تسهروا معي ساعةً واحدة؟ 41استيقظوا وصلُّوا لئلاّ تَدخُلوا في تجربة. الروحُ مُستعدٌّ أمّا الجسدُ فضعيفٌ.” 42وذهبَ أيضًا للمرَّة الثانية، صلّى وقال: “يا أبي، إذا كان لا مستطاعًا أن تَعبرَ هذه الكأس، إلاّ أن أشربَها، لتَكُنْ مشيئتُك.” 43وأتى أيضًا فوجدَهم نائمين لأنَّ أعينَهم كانتْ ثقيلةً. 44وتركَهم وذهب. وصلّى أيضًا لثالثِ مرَّة وقالَ الكلامَ عينَه. 45حينئذٍ أتى إلى تلاميذِه وقالَ لهم: “ناموا الآن واستريحوا. ها بلغَتِ الساعةُ وابنُ الإنسانِ مُسلَّمٌ إلى أيدي الخطأة. 46قوموا نذهبُ، ها وصلَ ذاك الذي يُسلِّمُني.”


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM