حبُّ يسوع ليهوذا

(في فنٍّ أدبيّ، نسمع يهوذا يتكلَّم عن خيانته وعن محبَّة المسيح)

تقولون لي إنَّكم قرأتم إنجيل متَّى. وأنا أيضًا قرأته. ماذا كتب سوى أنَّه اندهش، مثل الآخرين، أنِّي سألت يسوع: "هل أنا؟" كلُّنا سألنا. وجواب يسوع: "أنت قلتَ" لا يختلف عن الجواب الذي قدَّمه لعظيم الكهنة حين سأله إن كان هو ابن الله، أو لبيلاطس الذي أراد أن يعرف إن كان ملك اليهود... هي طريقة في الكلام. عليك أنتَ أن تعلم. أقرَّ إذًا أنَّ هذا محيِّر وأنَّك لا تعرف أكثر ممّا أنا أعرف. ثمَّ واصلْ قراءة إنجيل متَّى. في بستان الزيتون، ما كانت كلمات يسوع حين أتيت إليه؟ "يا صديقي، ألأجل هذا أتيت...؟" لا "اعمل عملك" كما كتب البعض. فيسوع دعاني صديقه.

أحبَّني. أحبَّنا كلَّنا. من يستطيع أن يحمل ثقل هذا الحبّ؟ من يستطيع أن يقدِّر قدره؟ الحبّ! أنت لا تفهم منه شيئًا أو تسيء فهمه حتَّى إن كان فيك أو لأجلك هو عاطفة! قليل. هو اندفاع! مضحك. هو رغبة! لا تتسرَّع. الحبُّ ليس بشيء عابر ليس شيئًا يستنفد، شيئًا يصبح تافهًا، شيئًا يكون دخانًا يمضي، شيئًا يتقطَّع مثل خيط، الحبُّ ليس شيئًا يموت.

حبٌّ لا يفسد، لا يأكله العفن. هو لا يغيب عنَّا. بل نحن نغيب عنه.

هكذا أحبَّني. هكذا أحبَّنا جميعًا، بكلِّ عمق الأبديَّة.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (26: 20-25)

 

20ولمّا كان المساء، كان (يسوع) متَّكئًا مع تلاميذِه الاثني عشَر. 21وإذ هم آكلون، قال: “آمين أنا قائلٌ لكم: واحدٌ منكم مسلِّمُني.” 22فحزنوا هم جدًّا، وبدأوا يقولون له واحدًا واحدًا منهم: “هل أنا، يا ربّ؟” 23أمّا هو فأجابَ وقال: “اللامِسُ يدَه معي في الصحْفةِ هو يُسلِّمُني. 24وابنُ الإنسانِ ذاهبٌ كما كُتب عنه. ولكنِ الويلُ لذلك الرجل الذي بيدِه يُسلَّمُ ابنُ الإنسان. كان أفيدَ بذلك الرجل لو لم يُولَد.” 25فأجابَ يسوعَ المسلِّمُ وقال: “هل أنا هو، يا رابّي؟” فقالَ لهُ يسوعُ: “أنتَ قلتَ.”

 

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM