ليكونوا واحدًا في الاستماع إلى الكلمة

نال المسيحيُّون امتيازًا بأنَّهم اكتشفوا كلمة الله عبر قراءة الأسفار المقدَّسة والاحتفال بالأسرار. فبإصغاء ثابت إلى إعلان الكتب، وبقراءة حارَّة لمختلف أسرار البيبليا، يفتحون قلبهم وعقلهم ليقبلوا كلمة الله بالذات. فيسوع وعد تلاميذه بأن يرسل الروح القدس لكي يفهموا كلام الله فيقودهم إلى الحقيقة كلِّها. من الوجهة التاريخيَّة، المسيحيُّون مقسومون حين يقرأن كلام الله وحين يفهمونه، واستعملوا البيبليا بشكل أكبر لكي يبيِّنوا اختلافاتهم ممّا يستعملونها ليبحثوا عن التصالح فيما بينهم. الحمد لله أنَّ المسيحيِّين، بفضل الكتابات المقدَّسة، اقتربوا أخيرًا بعضهم من بعض في بحثهم عن الوحدة. وصارت لهم القراءة المشتركة لكلمة الله، إحدى الوسائل الرئيسيَّة للنموِّ معًا في الإيمان: نسمع معًا الكلمة، نجتهد معًا لكي نفهمها بحيث نعيشها معًا.

يا ليت جميع المسيحيِّين يستطيعون أن يلجوا بشكل أعمق سرَّ الوحي الإلهيّ العجيب كما تجلَّى لنا في الكتابات المقدَّسة. ونحن نتوسَّل إلى الروح القدس لكي يساعدنا على فهم كلام الله وعلى التوجُّه معًا في مسيرة مشتركة في الإيمان، بحيث نكون مجموعين كلُّنا حول مائدة الربِّ الواحدة.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنّا (17: 20-26)

 

20وما أنا طالبٌ فقط لأجلِ هؤلاء بل أيضًا لأجلِ الذين يؤمنون بي، بكلامهم. 21لكي يكونوا كلُّهم واحدًا كما أنت، يا أبي، فيَّ وأنا فيك، بحيثُ يكونونَ هم أيضًا فينا واحدًا ليؤمنَ العالمُ أنَّك أنتَ أرسلتَني. 22والمجدَ الذي وهبتَ لي وهبتُ أنا لهم بحيثُ يكونون واحدًا كما نحنُ واحدٌ نحن. 23أنا فيهم وأنتَ فيَّ بحيثُ يكونون مُكمَّلينَ واحدًا ويعرف العالمُ أنَّك أنت أرسلتني وأنَّك أحببتَهم كما أحببتني أنا أيضًا. 24أيُّها الآب، هؤلاء الذين وهبتَ لي أريدُ أنا أن يكونوا معي أيضًا في المكانِ الذي أنا فيه، فيكونون ناظرين مجدي الخاصّ، ذاك الذي وهبتَ لي، لأنَّك أحببتني قبلَ أركانِ العالم. 25يا أبي البارّ، العالمُ ما عرفَك أما أنا فعرفتُك وهم عرفوا أنَّك أنتَ أرسلتَني. 26وعرَّفتُهم اسمَك ومُعرِّفٌ أنا لكي يكونَ فيهم الحبُّ الذي أحببتَني، وأنا أكونُ فيهم.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM