ليكونوا واحدًا في وجه الألم

الله لا يقبل أبدًا أن يرى البشر يتألَّمون. فالحبُّ هو الأقوى دومًا والتعب والألم لا يتغلَّبان عليه أبدًا. فالمسيح، قبل أن يقدِّم القيامة للعالم دخل في نزاع قاسٍ وفي جوف قبر مظلم، بحيث يكون كلُّه معنا في أقسى عذاباتنا.

والمسيحيُّون الذين يسيرون في خطى الربِّ ويطلبون ملء الوحدة فيما بينهم، يدلُّون على تضامنهم فيما بينهم وهم الذين تواجههم، في وجودهم، أوضاع مأساويَّة في العذاب. وهكذا يعلنون بأنَّ الحبَّ أقوى من الموت. وبأنَّ القيامة أتت من انحطاط القبر الكبير، مثل شمس جديدة للبشريَّة، مثل نداء يعلن الحياة والغفران وعدم الموت.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنّا (17: 12-19)

 

12حينَ معهم كنتُ في العالم، حافظًا كنتُ لهم باسمِك، والذين وهبتَ لي حفظتُ وإنسانٌ منهم ما هلكَ إلاّ ابنُ الهلاكِ ليتمَّ الكتاب. 13والآنَ أنا إليكَ آتٍ، وبهذه مُتكلِّمٌ أنا في العالمِ ليكونَ فرحي مُكمَّلاً فيهم. 14أنا وهبتُ لهم كلمتَك، والعالمُ أبغضَهم لأنَّهم ما كانوا من العالمِ كما أنا ما كنتُ من العالم. 15أنا لا أطلبُ منكَ أن تأخذَهم من العالم، بل أن تحفظَهم من الشرِّير. 16فهم ما كانوا من العالمِ كما أنا ما كنتُ من العالم. 17أيُّها الآب، قدِّسْهم في حقِّك لأنَّ كلمتَك أنت حقٌّ هي. 18كما أرسلتَني إلى العالم، أنا أيضًا أرسلتُهم إلى العالم. 19ولأجلهم أنا مقدِّسٌ نفسي أنا لكي يكونوا هم أيضًا مقدَّسين في الحقِّ.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM