أنت الذي في السماوات

ظنَّ العديدون أنَّ الله الرفيع جدًّا، لا يعتني بأمور البشر، بل ينبغي أن نفكِّر أنَّه قريب منَّا، بل هو حاضر فينا، ملازم لنا. وقرابة الله مع الإنسان تعبِّر عنها هذه الكلمات: "أنت الذي في السماوات"، شرط أن نفهم: "أنت الذي في القدِّيسين". وقال إرميا: "أنت فينا، يا ربّ" (14: 9).

وحميميَّة الله مع البشر تلهمنا سببين للثقة حين نرفع صلاتنا إلى الربّ.

الأوَّل، يستند إلى قُرب الله الذي يدلُّ عليه المرتِّل بهذا الكلام: "الربُّ قريب من الذين يدعونه" (مز 145: 18).

والسبب الثاني للثقة يستند إلى حماية القدِّيسين الذين نستطيع بشفاعتهم أن ننال ما نطلب. قال أيُّوب: "توجَّهوا إلى أحد القدِّيسين" (5: 1) والقدِّيس يعقوب: "صلُّوا بعضكم لأجل بعض لكي تخلصوا" (5: 16).

فإن قلنا للآب السماويّ: "يا من أنت في السماء" نظنُّ أنَّ السماء تعني الخيرات الروحيَّة والأبديَّة، موضوع سعادتنا، تشتعل رغبتنا بالأمور السماويَّة ورغبتنا تكون بأن نتوق إلى حيث هو أبونا السماويّ، لأنَّ هناك ميراثنا." (توما الأكوينيّ)

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (6: 9-15)

 

9فهكذا صلُّوا أنتم: أبانا الذي في السماء، يُقدَّسُ اسمُك، 10يأتي ملكوتُك، تكونُ مشيئتُك كما في السماء في الأرضِ أيضًا. 11هبْ لنا خبزَ كفايتِنا اليومَ 12واترُكْ لنا ديونَنا كما نحن أيضًا ترَكْنا للمَدينينَ إلينا. 13ولا تُدخِلنا التجربة، لكنْ نجِّنا من الشرّير، لأنَّ لكَ الملكوتَ والقدرةَ والمجدَ إلى أبدِ الآبدين. 14فإذا تركتُم للناسِ جهالاتِهم يَتركُ لكم أيضًا أبوكم الذي في السماء. 15وإذا ما تركتُم للناس، فلا أبوكم (يكونُ) تاركًا لكم جهالاتِكم.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM