يسوع المسيح عبد الربّ

نقرأ في إش 50: 7 ما يلي: "الربُّ الإله يأتي إلى معونتي، لذلك لا تصيبني التعييرات."

كان السبي إلى بابل محنة هائلة بالنسبة إلى المنفيِّين. كلُّ شيء جعلهم يفكِّرون أنَّ الشعب سوف يُمحى عن الخارطة. ولكنَّ مثل هذا المنظور يعني الشكّ بأمانة الله: أما لزمَ نفسه بعهد أبديّ؟ عندئذٍ وجد النبيُّ كلام الرجاء: جماعة المنفيِّين يكون لها مستقبل بعدُ، وأكثر من هذا، لها دعوة رائعة وهي أن تشارك في مشروع الله الذي هو خلاص العالم.

هكذا وُلد بقلم النبيّ كرازة مضيئة دُعيَتْ "كتيِّب التعزية" (ف 40-55) في هذه المجموعة نقرأ أربعة أناشيد. يقول أوَّلها: "ها هو عبدي الذي أسانده، مختاري الذي وضعتُ فيه فرحي" (إش 42: 1). لهذا دُعيَتْ هذه الأناشيد: "أناشيد يهوه، عبد الربّ". تتمثَّل فيها جماعةُ المنفيِّين في سمات إنسان يكرِّس حياته لخدمة الله. تولَّى مهمَّة فقير الله، فوجد القوَّة بأن يواجه المحنة. وفي قلب الاضطهاد، تعلَّم الثقة بالله وصار مثالاً وطريق اهتداء للجلاَّدين أنفسهم.

*  *  *

قراءة من نبوءة إشعيا (42: 1-6)

1ها عبدي الذي أسانده، والذي اخترتُه ورضيتُ به! جلعتُ روحي عليه، فيأتي للأمم بالعدل. 2لا يصيحُ ولا يرفعُ صوته، ولا يُسمع في الشوارع صراخُه. 3قصبةً مرضوضةً لا يكسر وشعلةً خامدةً لا يُطفئ. بأمانة يقضي بالعدل. 4لا يلوي ولا ينكسر حتَّى يُقيمَ العدلَ في الأرض، فشريعته رجاء الشعوب. 5هذا ما قال الربُّ خالقُ السماوات وناشرها. باسطُ الأرضِ مع خيراتها وواهبُ شعبها نسمة الحياة روحًا للسائرينَ فيها. 6"أنا الربُّ دعوتك في صدقٍ وأخذتُ بيدك وحفظتُكَ. جعلتُك عهدًا للشعوبِ ونورًا لهداية الأمم".


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM