أين تكون كنيسة يسوع المسيح، التي هي جسد يسوع، إن لم تكن أوَّلاً تحت الصليب؟ أظنُّ أنَّها تموت إن لم تكن جدَّ قريبة من صليب ربِّنا. مهما كانت المفارقة، قوَّتها، حيويَّتها، رجاؤها، خصبها، كلُّ هذا يأتيها من هنا، كما قال بولس الرسول. لا من مكان آخر. ولا من طريقة أخرى. كلُّ شيء، كلُّ الباقي ما هو سوى بعض الرمل في العيون، ووهم دنيويّ. هي تغشّ نفسها وتغشُّ العالم حين تجعل نفسها قوَّة بين قوى أُخرى، تنظيمًا بشريًّا، أو حتَّى حركة إنجيليَّة يشاهدها الناس. تستطيع أن تشعَّ، تشعَّ بنار الحبّ. هذا الحبُّ الذي هو أقوى من الموت، كما يقول نشيد الأناشيد. فنحن هنا أمام الحبّ، الحبّ أوَّلاً وأخيرًا، شغف أعطانا يسوع طعمه ورسم لنا طريقه: "ما من حبٍّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبَّائه."

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنَّا (15: 12-20)

12هذه هي وصيَّتي: أن تُحبُّوا الواحدُ الواحدَ كما أنا أحببتُكم. 13ليسَ حبٌّ أعظمُ من هذا: أن يضعَ الإنسانُ نفسَه بدَل أحبّائه. 14أنتم أحبّائي أنتم إذا تصنعونَ كلَّ ما أنا موصيكم 15لا أدعوكُم أنا بعدُ عبيدًا لأنَّ العبدَ لا يعرفُ ما يصنعُ سيِّده. لكن دعوتُكم أحبّائي لأنّي كلَّ ما سمعتُ من أبي أعلمتُكم. 16ما أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتُكم ووضعتُكم لتذهبوا أنتم أيضًا وتأتوا بالثمارِ، وثمارُكم تثبتَ لكي يهبَ لكم أبي باسمي كلَّ ما تسألونَ. 17هذه أنا موصيكم: أن تُحبُّوا الواحدُ الواحدَ. 18وإذا العالمُ مُبغضٌ لكم فاعرفوا أنَّه أبغضني قبلَكم. 19لو مِنَ العالمِ كنتم، لكانَ العالم مُحبًّا خاصَّته. لكنَّكم لستم من العالمِ لأنّي أنا اخترتُكم منَ العالم، لأجلِ هذا يبغضُكم العالم. 20تذكَّروا الكلمة التي أنا قلتُ لكم: ليس عبدٌ أعظمَ من سيِّده، فإذا اضطهدوني يضطهدونَكم أيضًا، وإذا كلمتي حفظوا يحفظون (كلمتَكم) الخاصَّة.