الزارع زرع

إذا سألتموني الآن ما تمنَّى يسوع المسيح بهذا الزارع الذي خرج في الصباح الباكر ليبذر زرعه في حقله، فالزارع هو الله نفسه. فهو بدأ يعمل لخلاصنا منذ بداية العالم، وذلك حين أرسل إلينا أنبياءه قبل مجيء مسيحه ليعلِّمنا ما يجب علينا من أجل خلاصنا. وما اكتفى بأن يرسل خدَّامه، بل هو جاء نفسه ورسم لنا الطريق التي يجب أن نأخذها. جاء يحمل إلينا كلمته المقدَّسة.

أتعرفون ما يكون شخص لا يتغذّى من هذه الكلمة المقدَّسة؟ يشبه مريضًا بدون طبيب، مسافرًا ضلَّ طريقه ولا من يوجِّهه، فقيرًا ليس له ما يقوم بأوده. وأفضل من ذلك، نقول، يا إخوتي: يستحيل علينا أن نحبَّ الله ونرضيه إن لم نتغذَّ بالكلمة الإلهيَّة. وما الذي يدفعنا لكي نتعلَّق بالله سوى أنَّنا نعرفه؟ ومن يعرِّفنا به مع كلِّ كمالاته وجماله وحبِّه لنا، سوى كلام الله؟ من يعلِّمنا كلَّ ما يعمل لأجلنا، ومن يدلُّنا على كلِّ ما يعدُّه لنا في الآخرة إذا سعينا إلى إرضائه؟ الكلمة الإلهيَّة.

*  *  *

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس متَّى (13: 1-9)

 

1في ذلك اليوم، خرجَ يسوعُ من البيتِ وجلسَ عند شاطئ البحرِ. 2واجتمعتْ إليه جموعٌ كثيرة، حتّى صعدَ وجلسَ في السفينةِ، وكلُّ الجمعِ قائمًا كان على شاطئ البحر. 3وكان مُتكلِّمًا (كلماتٍ) كثيرةً معهم بالأمثال، وقائلاً: “ها خرجَ الزارعُ ليَزرَعَ. 4ولمّا زرع، وُجدَ ما سقَطَ على قارعةِ الطريق، وأتى الطيرُ فأكلَه. 5وآخرُ سقطَ على الصخرِ حيثُ لم يكُنْ ترابٌ كثير. ومِنْ ساعتِه نبتَ لأنَّه ما كان عُمْقُ أرض. 6ولمّا أشرقَتِ الشمسُ ذوى، ولأنَّه لم يصلْ له أصلٌ يبسَ. 7وآخَرُ سقطَ بين الأشواك، وصعدَتِ الأشواكُ وخنقتْهُ. 8وآخرُ سقَطَ في الأرضِ الصالحة وأعطى ثمارًا. وُجِدَ بمئة، ووُجدَ بستّين، ووُجدَ بثلاثين. 9مَنْ وُجدَتْ له أذنانِ لتَسمعان، يسمعُ.”


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM