من اعتدَّ بنفسه يسقط

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (10: 1-13)

 

1ومُريدٌ أنا أن تعرفوا يا إخوتي، أنْ آباؤنا كلُّهم تحتَ السحابِ كانوا وكلُّهم في البحرِ عَبَروا، 2وكلُّهم بيدِ موسى اعتَمَدوا في السحابِ وفي البحر. 3وكلُّهم أكلوا مأكلَ الروحِ الواحد، 4وكلُّهم شربوا شرابَ الروحِ الواحد، لأنَّهم كانوا شاربينَ من صخرةِ الروحِ التي كانت آتيةً معهم وهذه الصخرةُ كانتِ المسيح. 5لكنَّ اللهَ ما ارتضى بأكثرِهم، لأنَّهم سقطوا في البرِّيَّة. 6وهذه كانت لنا مثالاً بحيثُ لا نكونُ مُشتهينَ الشرورَ كما هم اشتهَوا. 7ولا أيضًا نكونُ عُبّادَ أوثانٍ كما بعضٌ منهم عبدوا أيضًا كما هو مكتوب: جلس الشعبُ للأكلِ وللشربِ وقاموا للَّعب. 8وأيضًا نحن لا نَزني كما بعضٌ منهم زنوا وسقطَ في يومٍ واحدٍ ثلاثةٌ وعشرون ألفًا. 9ولا نجرِّبُ المسيحَ كما بعضٌ منهم جرَّبوا، فأبادتْهمُ الحيّاتُ. 10وأيضًا لا تتذمَّرونَ كما بعضٌ منهم تذمَّروا وبادوا بيدَي المفسِد. 11وهذه كلُّها التي حصلَتْ لهم كانتْ مثالاً لنا وكُتبتْ من أجلِ تأديبِنا، لأنْ آخرةُ العوالمِ إلينا بلغَتْ.

12والآن، مَنْ هو ظانٌّ أنَّه قام، يحذرُ أن لا يسقطَ. 13ما وصلتْكم تجربةٌ إلاَّ من الناس. أمينٌ هو الله الذي لا يتركُكم بحيثُ تجرَّبونَ أوفرَ من التجربةِ التي أنتم قادرون، بل يجعلُ الله لتجربتِكم مَخرجًا بحيثُ تقدرون على الاحتمال.

*  *  *

اعتبر المعمَّدون في كورنتوس أنَّهم منذ الآن مخلَّصون، ولا يحتاجون بعد إلى أيِّ جهاد. نالوا العماد. إذًا نالوا الخلاص. هم المؤمنون. وغيرهم لا علاقة لهم بالإيمان. وهكذا عادوا إلى روحانيَّة العالم اليهوديّ. نحن "الشعب المختار". الله معنا مهما كانت الظروف. إن حاربْنا فهو يحارب معنا. وإن كان من مزاحمة فالحصَّة الكبرى لنا. نحن بألف خير.

نبَّه الرسول أبناء كورنتوس. كم نال الشعب العبرانيّ خلال مسيرته في البرِّيَّة من نعَم. ومع ذلك، هل وصلوا إلى الغاية التي وضعها الربُّ لهم؟ كلاَّ. والسبب: لأنَّهم اتَّكلوا على نفوسهم وأمضوا الطريق وهم يتذمَّرون على موسى. أتريدون أن تسيروا في خطاهم وبالتالي تصلون إلى الموت؟

الضعف البشريّ حاضر. والمعموديَّة ليست "بوليصة تأمين". من ظنَّ أنَّه واقف ليحذر من السقوط. ما من أحد اعتدَّ بنفسه إلاَّ وسقط. ذاك كان وضع بطرس: "إن أنكرك الجميع...". وعمليًّا، أنكر الربّ. أمّا نحن فأمام خطر التجربة، "نهرب من أسباب الخطيئة". ونعرف أنَّنا ضعفاء فنطلب القوَّة من الربّ. أمّا الجهاد فلا يتوقَّف إلاَّ حين يصبح موتنا مع المسيح حقيقة فنستحقُّ عندئذٍ أن نقوم معه.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM