بين الحرّ والعبد

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (9: 19-27)

 

19فإذ أنا مُحرَّرٌ منها كلِّها، عبَّدتُ نفسي لكلِّ إنسانٍ حتّى أربحَ الكثيرين. 20فصرتُ مع اليهودِ مثلَ اليهوديّ، لكي أربحَ اليهود، ومع الذين تحت الناموسِ هم صرتُ مثلَ الذين تحت الناموسِ لكي أربحَ أولئك الذين هم تحتَ الناموس. 21ولهؤلاءِ الذين لا ناموسَ لهم، صرتُ مثلَ مَن لا ناموسَ لهم، مع أنّي لستُ بلا الله وبلا ناموس، إنَّما بناموسِ المسيح أنا، لكي أربحَ أيضًا أولئك الذين هم بلا ناموس. 22وصرتُ مع الضعفاءِ مثلَ ضعيفٍ لكي أربحَ الضعفاء، صرتُ كلاًّ لكلِّ إنسانٍ لكي أُحيي كلَّ إنسان. 23وأنا فاعلٌ هذه لكي أصيرَ مشارِكًا في البشارة. 24أما عارفون أنتم أنَّ هؤلاء الراكضين في الميدان، هم كلُّهم راكضون وواحدٌ هو الآخذُ الغلبة. هكذا اركضوا بحيثُ تدركون. 25فكلُّ إنسانٍ عاملٍ جهادًا ضابطٌ وجدانَه عن كلِّ شيء، وهؤلاء راكضون هم ليأخُذوا إكليلاً فاسدًا، أمّا نحنُ فلافاسد. 26والآنَ هكذا أنا راكضٌ أنا، لا كما على شيء لامعروف. وهكذا مُصارعٌ أنا لا مثلَ ذاك المُصارعِ الهواء. 27بل جسدي قامعٌ أنا ومستعبِدٌ، لئلاّ أُهمَلَ أنا نفسي بعدَ أن كرزتُ للآخرين.

*  *  *

من هو الحرّ في الكنيسة ومن هو العبد؟ العبد الذي يخضع، الذي لا يجسر أن يقول الكلمة الإنجيليَّة، الذي يحاول أن يرضي الناس... هو يحتاج إليهم. من أجل مال، من أجل وظيفة، من أجل طلب. أمَّا الحرّ فيبقى مرفوع الرأس، لا همَّ له سوى رضى الربّ. فالذي طلب الفقر ليكون قريبًا من يسوع الذي لم يكن له حجر يسند إليه رأسه، بماذا تستطيع أن تجتذبه. والذي لا يطلب "مركزًا"، بل يطلب التواضع على مثال يسوع الوديع والمتواضع القلب، بماذا يمكنك أن تغرَّه؟

هو يمضي حيث تدعوه الرسالة. لدى اليهوديّ إذا كانت الحاجة إلى ذلك. إلى الوثنيّ، إلى الغنيّ، إلى الفقير... هذا من حزبنا وهذا لا. هذه خاطئة وذاك معروف في البلدة. هو حرّ بحرِّيَّة المسيح. أكل مع العشَّارين والخطأة! يا للكارثة! لم يغسل يديه قبل الأكل. هل نسيَ الشريعة أو بالأحرى عادات فُرضَتْ باسم العبوديَّة.

 

الهدف: أن نربح المسيح ونوجَد فيه. الهدف أن أربح له أكبر عدد ممكن. ذاك هو السباق. لا "لأصل" كما تقول العامَّة، إلى رئاسة، إلى درجة... بل لأدرك المسيح الذي أدركني.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM