خادم المذبح يعيش من المذبح

فصل من رسالة القدّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (9: 13-18)

 

13أما عارفون أنتم أنَّ هؤلاء العاملين في بيتِ القدس، من بيتِ القدسِ مُقتاتون؟ وهؤلاء العاملين للمذبح، مع المذبحِ مُقاسمون. 14هكذا أيضًا أمرَ ربُّنا أنَّ هؤلاء الكارزين ببشارتِه من بشارتِه يعيشون. 15أمّا أنا فما استعملتُ واحدةً من هذه، ولا من أجلِ هذه كتبتُ، بحيثُ يكونُ لي هكذا. أصلحُ لي أن أموتَ موتًا ولا يُبطِلُ إنسانٌ اختياري. 16فإن أنا مُبشِّرٌ أيضًا، فليس لي افتخار، لأنَّ الضرورةَ موضوعةٌ عليَّ، لكنِ الويلُ لي إنْ لم أبشِّر. 17فإذا أنا بإرادتي فاعلٌ هذه وُجد أجرٌ لي. ولكن إذا لا بإرادتي، فأنا على وكالةٍ مُؤتمَنٌ. 18إذًا، أينَ هو أجري؟ إذ أنا مُبشِّرٌ بلا نفقة، أفعل للبشارة بالمسيح. ولا أستعملُ (شيئًا) بالسلطانِ الذي وُهبَ لي في الإنجيل.

*  *  *

ونظَّم الرسول منذ ذلك الوقت حياة "الكهنة". قال: خادم المذبح يعيش من المذبح. هكذا كان في العهد القديم وهكذا يكون في العهد الجديد. ممَّا يعني العيش بكرامة بحيث لا يكون "متسوِّلاً". ولا يتسكَّع عند أبواب الأغنياء. ولا يمارس التجارة أو لا سمح الله، لا يأكل بيوت الأرامل، على مثال الكتبة والفرِّيسيِّين.

وكذلك خادم الكلمة، خادم الإنجيل. تؤمَّن حياتُه في الجماعة. هو لا يطلب الثروة لأنَّ أصل الشرور محبَّة المال. يكفيه القوت والكسوة. ذاك ما قال الرسول لتلميذه تيموتاوس. النفس الكبيرة لدى الكاهن تعطيه تكريم المؤمنين. وإن بدا الطمع عنده حاضرًا أصيبت البشارة بنكسة.

أمّا بولس فانطلق من مبدأ قاله يسوع: مجَّانًا أخذتم، مجَّانًا أعطوا. هو حقّ له أن يأخذ المال. ولكنَّه لم يفعل، لئلاَّ تتعطَّل الرسالة. وفي أيِّ حال، الخطر كبير بأن "يُشرى" خادم المذبح، فيرضي الناس وخصوصًا الأثرياء في الرعيَّة. وبعد ذلك، يُغمض عينيه على أمور كثيرة. كان بإمكان يوحنّا المعمدان أن يرضي هيرودس... ولكن سُجن ثمَّ قُطع رأسه.

اعتاد الرسول أن يعيش في الضيق وفي الوفرة. ومن أين أجره؟ من الإنجيل. ذاك هو فخره الأساسيّ. أمّا الذي ينتظر الأجر المادّيّ لكي يقوم بأيِّ عمل "كهنوتيّ" أو "إداريّ"، فيجاري أهل هذا العالم. عندئذٍ لا يكون اختار الله، بل المال. وحيث يكون كنزه هناك يكون قلبه.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM