اهربوا من عبادة الأوثان

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (10: 14-24)

 

14من أجلِ هذا، يا أحبّائي، اهرُبوا من عبادةِ الأوثان. 15أنا قائلٌ لكم كما للحكماء: احكموا أنتم في الشيءِ الذي أنا قائلٌ. 16كأسَ الشكرِ التي نحن مُبارِكونَ، أليستَ هي شركةَ دمِ المسيح؟ والخبزَ الذي أنتم كاسرونَ، أليسَ هو شركةَ جسدِ المسيح؟ 17فكما أنَّ الخبزَ واحدٌ هو، هكذا نحن كلُّنا جسدٌ واحد، لأنَّنا كلَّنا من ذاك الخبزِ الواحدِ آخذون. 18انظُروا إسرائيلَ البشريّ. أما هؤلاء الآكلونَ الذبائحَ صائرونَ شركاءَ المذبح؟

19والآن، ماذا أنا قائل؟ هل الوثنُ هو شيء، أو ذبيحةُ الوثن شيء هي؟ لا. 20لكنِ الشيءَ الذي الوثنيّون ذابحون، للشياطين هم ذابحون، لا لله. وأنا لا مُريدٌ أنا أن تكونوا شركاء الشياطين. 21فأنتم غيرُ قادرينَ أن تشربوا كأسَ ربِّنا وكأسَ الشياطين، ولا قادرون أنتم أن تُشاركوا في مائدةِ ربِّنا وفي مائدةِ الشياطين. 22أو لعلَّنا مغيرون إغارةَ ربِّنا؟ ألعلَّنا أقوى منه نحن؟ 23على كلِّ شيء مسلَّطٌ أنا، ولكن لا كلَّ شيء موافق. على كلِّ شيء مُسلَّطٌ أنا لكن لا كلُّ شيء بانٍ. 24والإنسانُ لا يكونُ طالبًا لنفسِه بل كلُّ إنسانٍ أيضًا ما هو لرفيقه.

*  *  *

اعتاد العبرانيُّون في زمن إيليَّا أن يمضوا لعبادة الله وفي يوم آخر يمضون لدى البعل. سألهم إيليَّا: من هو الربُّ؟ إذا كان الله فامضوا إليه. وإذا كان البعل، لا تتأخَّروا. اختاروا ولا تكونوا تارة هنا وطورًا هناك. والمسيحيُّون في زمن الإنجيل الأوَّل، وجب عليهم أن يختاروا. لا يكونون مرَّة مع الفرِّيسيِّين ومرَّة أخرى مع تلاميذ يسوع. أتعرفون من هم الكتبة والفرِّيسيُّون؟ يحبُّون صدور المجالس، وأوَّل المتَّكآت، يأكلون بيوت الأرامل... أمّا الذين يسيرون في خطى يسوع: لا أبَ لهم سوى الآب السماويّ، ولا معلِّم سوى يسوع.

والمؤمنون في كورنتوس؟ اعتادوا أن يشاركوا في ذبائح الأوثان كما في ذبيحة يسوع المسيح. يشربون من كأس الشياطين ويشربون كأس الله. لا يمكن التشارك. الاختيار ضروريّ. فالربُّ لا يرضى الانقسام في قلوبنا، ولا المساومة. أن نجعل يسوع المسيح تجاه "الصنم" الذي نأكل في ظلاله. ولا ننسَ الشكوك تجاه الضعفاء في الإيمان.

وأنا هل يرضى الله بقلبي المقسَّم؟ ماذا لله وماذا للعالم وعاداته وشهواته؟ ينبغي الاختيار...

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM