جماعة واحدة لا أحزاب

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (1: 10-17)

 

10لكنّي أنا طالبٌ منكم يا إخوتي، باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح أن تكونَ كلمةُ جميعِكم واحدةً بحيثُ لا تكونُ فيكم انشقاقاتٌ بل تكونونَ مكمَّلينَ في فكرٍ واحدٍ وفي رأيٍ واحد. 11لأنَّ بيتَ خلوة أرسلوا لي عليكم، يا إخوتي، أنَّ هناك خُصوماتٍ بينَكم. 12فهذه قائلٌ أنا: منكم قائلٌ "أنا لبولس أنا". ومنكم قائلٌ "أنا لأبلُّوس أنا"، ومنكم قائلٌ "أنا لكيفا أنا"، ومنكم قائلٌ "أنا للمسيح أنا". 13ألعلَّ المسيحَ قُسمَ؟ أو لعلَّ بولسَ صُلبَ لأجلِكم؟ أو باسم بولسَ اعتَمدْتُم؟ 14شاكرٌ أنا إلهي أنَّ إنسانًا منكم ما عمَّدتُ إلاّ كْريسبُس وغايوس. 15لئلاّ يقولَ إنسانٌ إنّي عمَّدتُ باسمي (أحدًا). 16لكن عمَّدتُ أيضًا بيتَ إسطفانا، وأنا غيرُ عارفٍ بعدُ أنّي عمَّدتُ إنسانًا آخرَ. 17فالمسيح، ما أرسلَني للتعميدِ لكنْ للتبشيرِ، لا بحكمةِ الكلماتِ لئلاّ يُبطَلَ صليبُ المسيح.

*  *  *

ويشكر الرسول الله. وينتظر أن يكون المؤمنون بلا لوم ليشهدوا للإنجيل. ولكنَّ الواقع يختلف. هناك انقسامات. فالمؤمنون لا يسيرون وراء يسوع. بل يتحزَّبون. أنا من حزب بطرس. أنا من حزب بولس، أنا من حزب أبلُّوس. عشتم! هكذا تكون الكنيسة مشتَّتة، مبعثرة، فنحن نسير وراء الناس، نطلب الخطيئة والموت. وحين نسير وراء يسوع نطلب البرَّ والحياة. إذا كان كلُّ واحد سار وراء "زعيم"، فمن يسير وراء يسوع؟

من عمَّد إنسانًا، اعتَبر هذا الإنسانُ أنَّه مدين لمن عمَّده. هكذا كان الوضع مع الفلاسفة وتلاميذهم. أمّا نحن فحين نعمِّد إنسانًا، نوجِّهه إلى المسيح، لا إلينا. نحن لا نعظ بأنفسنا بل بالمسيح ربِّنا، كذا قال الرسول. أنا أفضِّل هذا الكاهن على الآخر. أسير وراءه لا وراء غيره. لا، بل نحن نسير وراء المسيح. وإن اقتدينا بالرسول، فلأنَّه يقتدي بالمسيح.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM