فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهلِ كورنتوس (1: 1-9)
1بولسُ المدعوُّ ورسولُ يسوعَ المسيح بمشيئةِ الله وسوستنيس الأخُ، 2إلى كنيسةِ الله التي في كورنتوس، المدعوِّين والقدّيسين، المقدَّسين بيسوعَ المسيح، وإلى كلِّ أولئك الداعينَ اسمَ ربِّنا يسوعَ المسيح في كلِّ مكان يَخصُّهم ويَخُصُّنا، 3النعمةُ معكم والسلامُ من اللهِ أبينا ومن ربِّنا يسوعَ المسيح. 4شاكرٌ أنا إلهي في كلِّ وقتٍ لأجلِكم على نعمةِ اللهِ التي وُهبَتْ لكم بيسوعَ المسيح. 5إنَّكم في كلِّ شيء اغتنيتُم به بكلِّ كلمةٍ وبكلِّ معرفة. 6لكي تُثبَّتَ فيكم شهادةُ المسيح، 7بحيثُ ما نُقِصتم في واحدة من مواهبِه. لكنْ مُنتظرون أنتم تجلّي ربِّنا يسوعَ المسيح، 8الذي هو يُثبِّتُكم حتّى النهايةِ بحيثُ تكونونَ بلا لومٍ في يومِ ربِّنا يسوعَ المسيح. 9أمينٌ هو الله الذي بيدِه دُعيتُم إلى شَركةِ ابنِه يسوعَ المسيحِ ربِّنا.
* * *
كورنتوس تلك المدينة اليونانيَّة التي عُدَّت نصف مليون نسمة ونيِّف. وصلت إليها البشارة. فريق رسوليّ وصل إلينا منه ثلاثة أسماء. بولس الذي هو "رسول" شأنه شأن الاثني عشر. فالربُّ دعاه في الطريق إلى دمشق. ثمَّ سوستانيس. هو أخ في المعموديَّة. نحن كلُّنا إخوة يسوع وأخواته. وعلاوة على ذلك، هو الأخ الرفيق في الرسالة.
كلام يُرسَل إلى "الكنيسة"، إلى الجماعة المسيحيَّة. فكلُّ جماعة، وكلُّ رعيَّة، صغيرة كانت أم كبيرة، هي رمز إلى الكنيسة، الجامعة. فالمسيح حاضر فيها. بكلامه، بالأسرار التي تمارس. تجتمع فيكون المسيح في وسطها.
المؤمنون في كورنتوس، تلك المدينة التي عُرفت بخطاياها، دُعيَ أولادها لكي يكونوا "قدِّيسين". يعني أوَّلاً أن ينفصلوا عمَّا يمارَس من شرٍّ في الكنيسة. كانوا من العالم، أمّا اليوم فلا يستطيعون أن يكونوا من العالم، وإن عاشوا في العالم. ثمَّ عليهم أن يتطلَّعوا إلى كلام الربّ: "كونوا كاملين كما أنَّ أباكم السماويّ كامل هو." تلك هي طريق القداسة التي تبدأ هنا وتنتهي في السماء.