الحكمة البشريَّة

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (1: 26-31)

 

26فانظروا أيضًا دعوَتَكم، يا إخوتي: ما كثيرون فيكم حكماء بالبشريّ، ولا فيكم كثيرون أقوياء، ولا كثيرون فيكم أهلُ نسَبٍ عظيم. 27لكنَّ اللهَ اختارَ جُهّالَ العالمِ ليُخزيَ الحكماء، واختارَ ضعفاءَ العالمِ ليُخزيَ الأقوياء. 28واختارَ أهلَ النسبِ الصغيرِ في العالمِ والمرذولين وأولئك الذين ليسوع شيئًا ليُبطِلَ الذين هم شيءٌ، 29لئلاّ يفتخرَ كلُّ بشرٍ قدّامَه. 30فأنتم أيضًا منه بيسوعَ المسيح، ذاك الذي صار لنا حكمةً من اللهِ وبِرًّا وقداسةً وخلاصًا، 31كما هو مكتوب: المفتخِرُ بالربِّ يَفتَخِرُ.

*  *  *

الحكمة البشريَّة هي الجهالة التي تدلُّ على البلادة وقصر النظر. كان كلام على مستوى الحياة الشخصيَّة: ماذا يختار المؤمن؟ حكمة العالم التي هي جهالة، أم جهالة الصليب التي هي الحكمة الحقيقيَّة؟ فماذا يحمل الالتصاق بالعالم سوى الضياع والخسارة الكبرى والموت.

وماذا استعمل بولس في تأسيس كنيسة كورنتوس؟ هل مضى إلى الأغنياء والأقوياء والذين يعتبرهم الناس؟ لا. فهو حاول في أثينة فنال "قلْب الشفاه": سوف نسمعك. متى؟ ما عادوا يسمعونه. فالإنسان لا يختار، بل الله هو الذي يختار. اختار الجهَّال، الضعفاء، الذين ليسوا بشيء. هي طريقة الربِّ الذي قال: "أخفيتَ هذا عن الحكماء وأظهرته للبسطاء والأطفال.

وهكذا يتطلَّع المؤمنون إلى مثالهم الأعلى، الذي لا يكون في العظماء والأغنياء. بل في يسوع الوديع والمتواضع القلب. والذي يكون مكرَّسًا لله ويبحث عن عظمة عالميَّة، لا يكون طالبًا المسيح، بل شيئًا آخر: هو بعل. السيِّد. الذي نضحِّي بكلِّ شيء لأجله.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM