الحجارة الحيَّة

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (3: 10-23)

 

10وحسبَ نعمةِ الله التي وُهبَتْ لي، وضعتُ الأساسَ مثلَ مهندِسٍ حكيم، وآخرُ عليه بانٍ. 11لأنَّ ما من إنسانٍ قادرٌ على وضعِ أساسٍ آخرَ عدا هذا الموضوعَ الذي هو يسوعُ المسيح. 12وإذا إنسانٌ بانٍ على هذا الأساسِ ذهبًا أو فضَّة، أو حجارةً كريمةً أو خشبًا أو تبنًا أو قشًّا. 13فعملُ كلِّ إنسانٍ مكشوف. لأنَّ هذا اليومَ كاشفُه، لأنَّه بالنارِ مَكشوفٌ، وعملُ كلِّ إنسانٍ أينَ يكونُ تميِّزُه النار. 14والذي يبقى عملُه هذا البانيه، أجرَه يَقبلُ، 15والذي عملُه يَحترقُ يَخسَر. أمّا هو فينجو هكذا كما من النار. 16أما عارفون أنتم أنَّكم هيكلُ الله، وروحُ اللهِ ساكنٌ فيكم. 17فمفسِدُ هيكلِ الله، مفسِدُه الله، لأنَّ هيكلَ الله مُقدَّس، هذا الذي أنتم. 18وإنسانٌ لا يُضلُّ نفسَه. فمن فيكم ظانٌّ أنَّه حكيمٌ في هذا العالم، يكونُ هو جاهلاً ليكونَ حكيمًا. 19لأنَّ حكمةَ العالمِ هذا حماقةٌ هي عند الله لأنَّه مكتوب: الآخذُ الحكماء باحتيالِهم. 20وأيضًا: الربُّ عارفٌ أفكارَ البشر: هي باطلة. 21من أجلِ هذا، لا يفتخِرُ إنسانٌ بالناس، لأنَّ كلَّ شيءٍ هو لكم، 22إن بولس، إنْ أبلُّوس، إن كيفا، إنِ العالم، إنِ الحياة، إنِ الموت، إنِ (الأمور) القائمة، إنِ الأمورُ العتيدة، 23وأنتم للمسيح والمسيحُ لله.

*  *  *

ما هو دور الوعَّاظ بالإنجيل؟ أن يكونوا خدَّام الكلمة، لا خدَّام أنفسهم وطموحاتهم والبحث عن المال والعظمة. هم يعلِّمون المؤمنين ويُرجى منهم أن يعلِّموا أنفسهم. هم "مهندسون"، ويُطلَب منهم بناء المؤمنين. وكم يجب أن "يهندسوا" نفوسهم قبل أن يهتمُّوا بالآخرين. يا ليتهم "يسحبون" الخشبة من عيونهم قبل أن يطلبوا القشَّة في عيون الآخرين.

ما هي موادّ البناء؟ الذهب، الفضَّة، الحجارة الكريمة. تمرُّ النار فتصبح هذه المعادن أجمل وأنقى. وهنيئًا لمن يكون بناؤه من هذا النوع. ولكن ما أتعس ذاك الذي تكون "حجارته" من الخشب والتبن والقشّ! إن مرَّت النار، فماذا يبقى؟ ويكاد هو ينجو بنفسه. فالنار تدلُّ على حضور الله ودينونته.

 

وهذا ما يدعونا إلى النظر في نفوسنا. ما هي الموادّ التي تُبنى منها حياتنا؟ هل نحن باقون على مستوى القشور والأمور السهلة، الرخيصة الثمن، التي لا تتعب كثيرًا؟ أم نمضي إلى العمق بحيث تكون حياتنا "حجارة حيَّة" في بناء بيت الله؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM