ثلثاء الأسبوع الخامس من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (فل 1: 11-20)

11ومملوءين ثمارَ البرِّ الذي في يسوعَ المسيح لمجدِ الله ووقارِه. 12وأنا مريدٌ يا إخوتي أن تعرفوا أنَّ عملي الخاصَّ في الإنجيل هو آتٍ بوفرةٍ قدّامي. 13وهكذا أيضًا قيودي تجلَّتْ في المسيحِ في دارِ الولايةِ كلِّها ولبقيَّةِ الناسِ كلِّهم. 14وكثرةُ الإخوةِ الذين اتَّكلوا على قيودي، فأضافوا وجرؤوا بلا خوف على التكلُّمِ بكلمةِ الله. 15وإنسانٌ إنسان عن حسدٍ وخصام، وإنسانٌ إنسان بإرادةٍ صالحة وبالمحبَّةِ هم المسيحَ كارزون. 16لأنَّهم عارفون أنَّ الدفاعَ عن الإنجيلِ موضوعٌ عليَّ. 17أمّا أولئك الذين في الشقاقِ هم المسيحَ كارزون، فما كانت (كرازتُهم) بنقاء، بل هم ظانُّون أنَّهم مضيفونَ ضيقًا على قيودي. 18وبهذه فرحتُ وأنا فارحٌ أنَّه في كلِّ حال، بعلَّة أو بحقّ، يُكرَزُ بالمسيح. 19فأنا عارفٌ أنَّ هذه موجودةٌ لي للحياة بطلبتِكم وبموهبةِ روحِ يسوعَ المسيح. 20كما أنا مترجٍّ ومنتظرٌ بأن لا أُخزى في شيء بل في جلاء الوجهِ كما في كلِّ وقتٍ الآنَ أيضًا يعظَّمُ المسيحُ في جسدي إن في الحياة وإن في الموت.

*  *  *

من أين للرسول الفرح وهو في السجن، في أفسس؟ وينتظر أن يُلقى للوحوش، إذا لم يعلن أنَّه رومانيّ. هي وجهة نتوقَّف نحن عندها لأنَّنا نفكّر بأنفسنا. أمّا بولس فما فكَّر يومًا بنفسه، بل بالإنجيل الذي ينمو وينتشر. سجني، وثاقي، ليست بشيء. بل هو لا يتطلَّع إلى الناس الحاسدين: هكذا يموت الرسول ونحلُّ نحن محلَّه ونكون في "الأماكن الأولى" فيصفّق لنا الناس ويمتدحون أعمالنا. ويفرح بالذين لا يتركون المكان فارغًا والرسالة متوقّفة. أخذوا يعملون بدل العمل عملين. غاب بولس فنحاول أن نعمل وكأنَّه معنا. وفي أيِّ حال هو يصلّي معنا. وصلاته ترافقنا وتقوّينا.

ما الذي يهمُّ الرسول؟ المناداة بالإنجيل. سواء فعل هو أم الآخرون. وأيَّة كانت النيَّة الأساسيَّة. والمبدأ: "حسبي أنَّ المسيح يبشَّر به." فالهدف: الخلاص. خلاص لبولس من السجن لكي يعود عاجلاً إلى العمل الرسوليّ. وخلاص المؤمنين وافتداؤهم من قوى الشرّ والخطيئة. في أيّ حال، كم يتوق الرسول للعودة إلى حمل الإنجيل. أمّا راحته فأمرٌ ثانويّ. وحرّيَّته البشريَّة تبقى أمرًا ثانويًّا بالنسبة إلى الإنجيل. ففي المجامع بشَّر بولس، وعلى الطرقات، وفي السفينة مع خطر الغرق. كم شابه الربّ الذي وعظ في البيوت، في المجامع، على شاطئ البحر، بل على الصليب حين أعلن أنَّه "الطفل" الذي يستودع روحه في يدي الله أبيه. هكذا بولس وهكذا كلُّ واحد منَّا.

 

أنشدناك

أنشدناك، أيُّها المسيح الملك الجالس عن يمين الآب.

أنشدناك، بعد أن تغلَّبتَ على أعدائك وأوَّلهم الموت.

أنشدناك أيُّها المسيح، يا من أنتَ كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق.

نحن شعبك نلتفُّ حولك كالجنود حول قائدهم.

وننتظر كلمة من فمك أو إشارة من يدك.

نسير وراءك فتقودنا إلى الجبل المقدَّس ويرتفع رأسُنا بك.

*  *  *

نتطلَّع إليك أيُّها الكلمة المتجسّد، وننظر إلى انتصارك الباهر

أعمالك كلُّها جلال وبهاء، واسمك قدُّوس ومرهوب.

ثمرة أعمالك عهدٌ جديد أبديّ تقطعه باسمنا،

فتربطنا بالله رباطًا لا يُحلُّ إلى الأبد.

شكرًا لك يسوع،

يا من أرسلك الآب لافتداء شعبه وكنيسته.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM