أربعاء الأسبوع الخامس من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (فل 1: 21-30)

1فحياتي خاصَّتي هي المسيح، وإذا أموتُ ربحٌ لي. 2ولكن إذا كان لي في هذه الحياةِ البشريَّةِ ثمارٌ في أعمالي، فما أنا عارفٌ ماذا أختارُ لي. 3فإثناهما مضايقاني: أنا مشتهٍ أن أنطلقَ لكي أكونَ مع المسيحِ، وهذا كان مناسبًا جدًّا لي. 4وإنَّما أيضًا أن أبقى في جسدي فالأمرُ مضايقني لأجلِكم. 5وهذه أنا عارفٌ باتِّكالٍ أنّي أنا ماكثٌ وأنا باقٍ لفرحِكم ولتربيةِ إيمانِكم. 6بحيثُ إذا أتيتُ أيضًا إليكم يُزادُ افتخارُكم الذي هو فقط في يسوعَ المسيح. 7كما هو لائقٌ ببشارة المسيح. كونوا متدبِّرين حتّى إذا أتيتُ أراكم. وإذا أنا غائبٌ أسمعُ عنكم أنَّكم قائمون في روحٍ واحدٍ ونفسٍ واحدة، وغالبون معًا بإيمانِ الإنجيل. 8وأنَّكم في شيء غيرُ متزعزعين من أولئك القائمين قبالتَنا لتبيانِ هلاكِهم ولخلاصِكم أنتم. 9وهذه من الله وُهبَتْ لكم، لا فقط أن تؤمنوا إيمانًا به في المسيح، بل أيضًا أن تتألَّموا من أجله. 10وهكذا تحتملون الجهادَ مثلَ ذاك الذي رأيتم فيَّ والآنَ أنتم سامعون عنّي.

*  *  *

الخطر يحيط ببولس. والموت ينتظره. وهكذا يتوقَّف حملُ الإنجيل بالنسبة إليه. أعلن يومًا أنَّ الموت أفضل له، لأنَّه يكون مع الربّ كلَّ حين. فتحدَّاه الحاسدون: إذا كنتَ تفضّل الموت فلا تدافع عن نفسك ولا تعلن أنَّك مواطن رومانيّ. عندئذٍ تُرمى للوحوش كعبدٍ من العبيد، وتشابه ربّك الذي صار "عبدًا طائعًا حتَّى الموت والموت على الصليب." فوجب على الرسول أن يختار بين الحياة والموت. قال: "الحياة لي هي المسيح والموتٌ ربحٌ لي." إذًا، ماذا يختار؟ أمر يفوت معرفته. وفي أيّ حال، هو لا يفكّر في نفسه بل في الرسالة. إن اختار لنفسه يختار الموت "ليكون مع المسيح". ولكنَّه اختار الرسالة: المؤمنون يحتاجون إليه. والإنجيل لم يصل بعد إلى نهاية العالم المعروف، إلى الليريكون، الذي يقابل يوغوسلافيا السابقة.

فإذا كان الأمر هكذا، لا تستطيعون أن تلبثوا حيث أنتم. تجاهدون معًا من أجل الإنجيل. وهكذا، إذا جئت أراكم وأفرح بكم. وإذا كنتُ بعيدًا أسمع عنكم. هكذا يكون الرسول: فرحُ الرعيَّة فرحه. تقدُّم الرعيَّة تقدُّمه. وضعف الرعيَّة ضعفه. عندئذٍ يتألَّم في قلبه من أجل المسيح. ليلة آلامه أحسَّ يسوع بأنَّ المشروع الخلاصيّ لا يكون كما يريده هو. لهذا عرق، بل تحوَّل عرقه إلى دم. أفنريد للرسول أن لا يكون مثل معلّمه؟ أنريد ألاَّ يكون قلب الرسول هو قلب يسوع؟ وقلبنا؟

 

الاعتراف بنقصنا وعجزنا

قال يشوع بن سيراخ: "لا تستحِ أن تعترف بخطاياك". وقال يعقوب، أخو الربّ: "فليعترف بعضكم لبعض بخطاياه." فمن مقوّمات المسيحيَّة الأساسيَّة الاعتراف بالنقص الحاصل، غايةً في استعادة الصحَّة الروحيَّة. لهذا درج التقليد المقدَّس في العهدين القديم والجديد، على مطالبة المؤمنين بالإقرار بالذنوب والخطايا. وهذا ما درجَتْ عليه أيضًا الحياةُ المكرَّسة، الرهبانيَّة والرسوليَّة، إذ علَّمتْ وما زالت تعلّم الاتّضاع وطلب المغفرة والصفح لدى كلّ نقص يصدر عمَّن وقف حياته في الطاعة والفقر والعفَّة والثبات.

إنَّ أوَّل الملزمين بعيش التوبة هو الكنيسة نفسها، التي تفرض ممارسة هذه الفضيلة على المؤمنين، أقلَّة مرَّة في السنة. فالتوبة شأنٌ رئيسيّ من الوجود الكنسيّ، والكنيسة، لكونها مجموعة من البشر الخطأة التائبين، هي مختبر دائم للغفران وموزِّعة سخيَّة لسرّ التوبة. وهي أيضًا تعلن المغفرة كشرط أساسيّ لضمان استمرارها في خطّ القداسة والنموّ في مراقيها. لذا تبدو وكأنَّها تجسّد في ذاتها وصيَّة الرسالة إلى العبرانيّين: "فلنلقِ عنّا كلَّ عبءٍ، وما يساورنا من خطيئة، ولنخُضْ بثبات ذلك الصراع المعروض علينا" (عب 12: 1). والتوبة هي في نظرها أساس كلّ تجدّد روحيّ.

الأب جوزف هلّيط

*  *  *

السلامُ معكم، يا خطّيبي البيعةِ المقدَّسة.

السلامُ معكم، أيُّها الشهداء الذين تشرَّفوا وتكلَّلوا.

اطلبوا من سيّدكم ليجعلَ المراحمَ على جميعِنا،

بواسطة صلاةِ الأبرار الذين أحبُّوه وحفظوا وصاياه،

وقرَّبوا الطلبةَ لكي نؤهَّلَ معكم أن نتنعَّمَ

في ذلك الملكوتِ الذي لا يزولُ ولا ينحلّ.

 

في هذا اليوم، فلنشكرْ ولنسجدْ ولنسبّحْ

ملكَ الملوكِ الذي كلَّلَ وعظَّمَ الساجدينَ له.

بهم زيَّنَ البيعةَ برائحةِ البخوراتِ والعطور،

وبمصابيح النور، والمرجان من كلِّ لون،

وخلَّصها بصليبه، وأعطى جسدَه ودمه

لتركِ الذنوبِ وغفرانِ الخطايا.

 

                (ألحان للشهداء، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثاني، ص 105-106)

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM