خميس الأسبوع الخامس من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (فل 2: 1-11)

1إذًا، إن كان فيكم عزاءٌ في المسيح، وإن سلوى في المحبَّة، وإن شركة ومراحم، 2تمِّموا فرحي بحيث يكونُ لكم رأيٌ واحد ومحبَّةٌ واحدة ونفْسٌ واحدةٌ وتفكيرٌ واحد. 3ولا تصنعوا شيئًا بالشقاق أو بالمجدِ الفارغ، بل بتواضع الرأي فيَحسبُ كلُّ إنسانٍ رفيقَه على أنَّه أفضلُ منه. 4فلا يهتمُّ إنسانٌ بنفسِه، بل كلُّ إنسانٍ برفيقِه. 5وفكِّروا في هذه بأنفسِكم، تلك التي هي أيضًا ليسوعَ المسيح. 6ذاك الذي كان في شبهِ الله ما حسب هذه اختطافًا أن يكون معادلَ الله. 7بل أفرغَ نفسَه وصورةَ العبدِ أخذ. وأضحى في صورةِ الناس وفي الهيئةِ وُجد مثل إنسانٍ 8وواضعَ نفسَه وأطاعَ حتّى الموتِ ولكن موتِ الصليب. 9من أجلِ هذا أكثرَ اللهُ فرفعَهُ ووهبَ له اسمًا أفضلَ من كلِّ الأسماء. 10بحيثُ تنحني باسمِ يسوعَ كلُّ ركبة، ما في السماء وما في الأرض وما تحتَ الأرض. 11ويعترفُ كلُّ لسانٍ أنَّ يسوعَ المسيحَ هو الربُّ لمجدِ الله أبيه.

                                               *  *  *

هي دعوة للمؤمنين ليعيشوا في توافق فيما بينهم. وهذا يفترض التواضع. فالكبرياء، هي أكبر ضرر في الكنيسة كما كانت في بداية البشريَّة، حين أراد الإنسان الأوَّل أن يكون في مصافّ الآلهة يقرّر ما هو شرّ وما هو خير.

كيف العيش في وفاق؟ نبتعد عن الحسد والتحزُّب. نبتعد عن العجرفة والكبرياء، خصوصًا إذا كانت في يدنا مسؤوليَّة نحسبها ترفعنا فوق الآخرين. والطريق الأوَّل: نحسب الآخرين أفضل منَّا. فنشبه ذاك المتوحّد: إذا سمع من يتكلَّم على سيّئة عنده، لا يحتدُّ ليدافع عن نفسه. بل يقول: هل نسيت أنَّ عندي سيّئات أخرى ومنها هذه أو تلك. حسبَ هذا الإنسان أنَّه يذلّه ويلصقه بالأرض، فرأى أنَّه في الأرض دون الحاجة إلى تدخُّله.

والطريق الثانية، طريق التواضع تجعلنا نتطلَّع في يسوع المسيح. هو صورة الله. هو الكمال. ما تمسَّك بكلِّ هذا. بانَ أنَّه إنسان مثل سائر الناس، لا يتميَّز منهم بشيء منظور. انتظر بعض المشكّكين اليوم أن يعلن بكلّ صراحة: أنا الله وابن الله. رفض مثل هذا الموقف. أنتم اكتشفوا فيه "صورة الله"، هذا إذا كانت لكم عيون ترى ما لا يُرى. أمّا هو فدعا نفسه "ابن الإنسان"، إنسانًا من الناس. ويا ليته وقف هنا! بل أراد أن يكون "عبدًا"، خادمًا، آخر الناس. فقال عنه شارل دي فوكو: "اتَّخذ المقعد الأخير بحيث لا يسبقه إليه أحد." أمّا نحن فنختار الأماكن الأولى لكي يرانا الناس. وماذا يرون؟! مرَّات نستحي من أنفسنا ونحن نتشامخ، نُظهر الوجه الخارجيّ وننسى القلب الذي يقرّبنا من الله ومن إخوتنا.

 

لماذا لا تزالون تنظرون إلى السماء

السؤال الذي طرحه الملائكة يتوجَّه إلينا أيضًا، في هذا اليوم وفي هذا المكان: "لماذا تمكثون هكذا وتنظرون إلى السماء؟" (أع 1: 11). انتبهوا. هذه ليست دعوة لننظر فقط إلى أمور الأرض ولكنَّها تنبيه. ينبغي أن لا نطلب حضور يسوع في الجسد كما اختبره التلاميذ على طرقات الجليل واليهوديَّة. لا. نحن لا نطلب يسوع قرب القبر الفارغ، ولا حين نرفع أعيننا إلى فوق لكي نرى ظهورًا. منذ الآن، ينبغي أن نطلبه في الجماعة المسيحيَّة، في الإفخارستيَّا، وسط الناس من رجال ونساء، الذين ينتظرون وينتظرون منّا خدمة الأخ (والأخت) الذي عبره أراد يسوع أن يكون حاضرًا. وهكذا نستطيع أن نعيش رسالتنا كمسيحيّين، ونعطي البركة "مبتدئين بأورشليم وحتَّى أقاصي الأرض"، فنعلن الهداية وغفران الخطايا، وكلُّ هذا في قدرة الروح القدس.

وكما أنَّ الاثني عشر امتلأوا فرحًا بعد صعود يسوع، كذلك نحن أيضًا، اليوم، ينبغي أن نكون بهذه الروح، روح العيد، لكي نفهم في العمق ما قاله يسوع في الإنجيل الرابع: "من الخير لكم أن أمضي. وإن كنتُ لا أمضي لا يأتي إليكم البارقليط. أمّا إذا مضيتُ فإنّي أرسله لكم" (يو 14: 16).

إنزو بيانكي

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM