اثنين الأسبوع الخامس من زمن القيامة

النصّ الكتابيّ (فل 1: 1-10)

1بولسُ وتيموتاوسُ عبدا يسوعَ المسيح إلى كلِّ القدّيسين الذين في يسوعَ المسيح، الذين في فيلبّي مع القسوس والشمامسة، 2النعمةُ معكم والسلامُ من الله أبينا ومن ربِّنا يسوعَ المسيح. 3شاكرٌ أنا إلهي على ذكري لكم الدائم 4في كلِّ طلباتي التي لأجلِكم، وإذْ أنا فارحٌ وأنا متضرِّعٌ 5على مشاركتِكم في الإنجيلِ من اليومِ الأوَّلِ إلى الآنَ 6لأنّي متوكِّلٌ أنا على هذه أنَّ ذاك الذي بدأ فيكم الأعمالَ الصالحةَ هو يُكمِّلُ إلى يومِ ربِّنا يسوعَ المسيح. 7فهكذا هو لائقٌ بي أن أفكِّرَ فيكم كلِّكم لأنَّكم موضوعون أنتم في قلبي، ولأنَّكم شركائي بالنعمةِ وفي قيودي وفي الدفاعِ عن حقِّ الإنجيل. 8فالله هو شاهدٌ لي كيف أنا مُحبُّكم في رحماتِ يسوعَ المسيح. 9وهذه أنا مصلٍّ فتكثرُ أيضًا وتُزادُ محبَّتُكم في المعرفةِ وفي كلِّ فهم الروح، 10بحيثُ تكونون مميِّزين تلكَ الأمورَ الملائمةَ وتكونون منقَّينَ بلا عثرةٍ في يومِ المسيح.

*  *  *

بولس عبد المسيح. وتيموتاوس عبد المسيح. لا يفترقان وكلاهما قريبان من المسيح. ملتصقان به. كلُّ ما فيهما هو من عنده. هو "صنعَهما" رسولين. وبهذا افتخارهما. إلى من تتوجَّه الرسالة؟ "إلى القدّيسين". أجل، المؤمنون هم قدّيسون، بمعنى أنَّ المعموديَّة فصلتهم عن العالم. صاروا مقدَّسين، مكرَّسين للمسيح. ما عادوا لأنفسهم، بل للذي اشتراهم، يسوع المسيح. كلُّهم قدّيسون. مع "الأساقفة والشمامسة". في العمق، المعمَّدون متساوون. أمّا "الوظائف" فهي خدم متنوّعة. ليست أبدًا مناسبةً ليرتفع "الأسقف" أو "الشمّاس" فوق الآخرين. هما مثل الخمير في العجين. لا يراهما الناس. ولكنَّهما يخمّران العجين كلَّه. يحوّلان هؤلاء "الوثنيّين" إلى أبناء الله وبناته.

تقولون: هم ضعفاء. ونحن أيضًا. ولكنَّ الربَّ عمل فيهم ومعهم. وهم الذين شاركوا الرسولين في البشارة. والثقة؟ "الذي ابتدأ فيكم الأعمال الصالحة يكمّلها إلى يوم يسوع المسيح." أجل، بدأ الربّ. صاروا من خرافه. صاروا يخصُّونه. فما عادوا يخصُّون العالم، كما لا يخصُّون أنفسهم. صاروا لربّنا. أتُرى الله لا يحافظ على من هم له؟ أتُرى يقطعنا الله في نصف الطريق؟ أكيدًا كلاّ. فهو نبَّهنا "أن لا نبدأ بعمل ونتوقَّف بحيث لا نكمّله. عندئذٍ يهزأ الناظرون بنا. فهل يكون الربّ أقلّ منّا. حاشا وكلاّ. فنحن واثقون أنَّ يده بيدنا. وكلُّ هذا يسبّب لنا الفرح الداخليّ كما سبَّب لبولس مع أنَّه كان في السجن ويستحقُّ العقاب المريع. هذا يعني أنَّ محبَّتنا تنمو يومًا بعد يوم على مثال بطرس الذي أعلن حبَّه لله ثلاث مرَّات.

 

حكمة الناس وحكمة الله

أعمالك عظيمة يا الله، فمن يمكنه أن يحيط بها

أفكارك عميقة يا الله، فمن يمكنه أن يسبرها فيعرف مقدار عمقها.

حكمتك واسعة وعلمُك لا حدَّ له، فمن يقدر أن يمتلك غناك.

نحن لا نقدر أن ندرك أحكامك أو نتبيَّن طرقك.

فأحكامك تسمو العقول،

وطرقك تعلو عن طرقنا كما تعلو السماوات عن الأرض.

نحن نحسب أنَّ حكماء العالم يفهمون وأنَّ المفكّرين يتبيَّنون الأمور

ولكنَّك يا ربّ، قلبتَ حكمتهم جهلاً، لأنَّهم لم يعرفوك في حكمتك الظاهرة.

وأعلنتَ يومًا أنَّك أخفيتَ هذه الأشياء على الحكماء وكشفتها للأطفال

فالحكيم الحقّ هو حكيم فيك

أنت يا من تدخله في أسرارك وتكشف له حقيقتك.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM