السرُّ الرابع انتقال العذراء مريم

أنتَ مجدُ أورشليم، أنت عزَّةُ الجنسِ البشريّ.

نقرأ النصَّ الكتابيّ (رؤ 21: 1-5)

1ونظرتُ سماءً جديدة وأرضًا جديدة. فالسماءُ الأولى والأرضُ الأولى ذهبتا، والبحرُ ليس (موجودًا) بعدُ. 2والمدينةُ المقدَّسةُ، أورشليمُ الجديدة رأيتُها نازلةً من السماء من عندِ الله، ومعَدَّةً كانت مثل عروسٍ مزيَّنةٍ لعريسِها. 3وسمعتُ صوتًا عظيمًا من السماء قائلاً: ها مسكنُ الله مع الناسِ. هو ساكنٌ معهم وهم شعبَه الخاصّ يكونون، وهو الله معهم ويكونُ لهم إلهًا. 4وهو يمسحُ كلَّ الدموعِ من عيونِهم، والموتُ لا يكُونُ بعدَ ذلك، ولا حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ يكونُ بعدُ على وجهِهم. 5فذهبت. فقال لي الجالسُ على العرش: ها أنا صانعٌ الكلَّ جديدًا. وقال لي: اكتبْ: هذه الأقوالُ صادقةٌ وحقيقيَّةٌ هي.

*  *  *

أن نرى مريمَ مرتفعةً في المجد، يعني أن نشاهدَ هدفَ كلِّ حياةٍ مسيحيَّةٍ. غرَّقتنا المعموديَّةُ في الموت وفي قيامةِ المسيح التي غايتُها أن نقاسمَه مجدَه في الحياةِ الأبديَّة.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي ينتظرُنا في المجد".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي ينتظرُنا في المجد. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.

 


 

منذ بداية الكنيسة، نظر المؤمنون إلى مريم على أنَّها مميَّزة عن كلِّ نساء العالم، بل هي ذروة البشرريَّة. منذ بداية حياتها لم تعرف الخطيئة. هي الطاهرة الطاهرة. وإذا كان الموت جاء بالخطيئة، فالذي لم يعرف الخطيئة، كيف يموت؟ لهذا أعلنت الكنيسة انتقالها إلى السماء لتكون بجانب ابنها، ابن الله. فكما قيل عن يسوع إنَّه عرف أنَّ ساعة انتقاله من هذا العالم حلَّت (يو 13: 1)، نقول نحن أيضًا بالنسبة إلى مريم. فتحدَّث التقليد عن "نياحتها" أي راحتها من كلّ ألم ووجع. أو: رقادها. وبما أنَّ مريم "انتقلت"، فهمنا نحن أنَّ موتنا لا يشبه موت سائر الخلائق الحيَّة. فمع المسيح لم يعُدِ الموتُ موتًا، ولا سجنًا تحت الأرض أو داخل القبور. صار الموت لقاء بالربّ.

مريم هي "عروس" نشيد الأناشيد، وهي ماضية للقاء عريسها. "اجذبني إليك فنجري". وهكذا تتنعَّم مريم مع ابنها بملء السعادة بعد أن تنعَّمت بملء عطاء الربّ. ملأها نعمة فما بقي من مكان إلاَّ للنعمة. باركها مباركة لم يحصل عليها أحد في العالم قبلها، ولن يحصل أحد بعدها. هي أمّ الله. فمن تكون له دالَّة على الابن مثل أمّه؟ ونحن نتطلَّع فيها ونتأمَّل. إنَّها رمز إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة، التي بدأنا العيش فيها منذ الآن بانتظار ملء التمتُّع بالسعادة التي لا تراها عين ولا تسمع بها أذن ولا تخطر على قلب بشر.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM