السرُّ الخامس تكليل العذراء في السماء

ظهرتْ آيةٌ في السماء: امرأةٌ ملتحفةٌ بالشمس، تحتَ رجلَيها القمر وعلى رأسِها إكليلٌ من اثني عشرَ كوكبًا.

نقرأ النصَّ الكاملَ في رؤ 12: 1-7

1وآيةٌ عظيمةٌ تراءتْ في السماء: امرأةٌ متَّشحةٌ بالشمسِ، والقمرُ تحتَ رجلَيها، وإكليلُ كواكبِ اثني عشرَ على رأسِها. 2وحبلى وصارخةٌ ومتمخِّضةٌ أيضًا ومتوجِّعةٌ لكي تلدَ. 3وتراءَتْ آيةٌ أخرى في السماء وها تنِّينُ النار عظيم، الذي له سبعةُ رؤوسٍ وعشرةُ قرون وعلى رؤوسِه سبعةُ تيجان. 4وذنبُه جارٌّ ثلثي الكواكبِ التي في السماء. فرماها على الأرضِ والتنِّينُ قائمًا كان قدَّامَ المرأةِ المزمعةِ أن تلدَ بحيثُ يأكلُ ابنَها عندما تلد. 5وولدتِ ابنًا ذكرًا، ذاكَ المزمعَ أن يرعى الشعوبَ كلَّها بقضيبِ حديد. وخُطفَ ابنُها نحو الله ونحو عرشِه. 6والمرأةُ هربتْ إلى القفر، إلى مكانٍ كان لها فيه هناك موضعٌ مُعَدٌّ من قِبلِ الله ليقيتَها ألفًا ومئتينِ وستِّينَ يومًا. 7وكانتْ حربٌ في السماء: ميخائيل وملائكته محارِبون مع التنِّين، والتنّينُ وملائكتُه حاربوا.

                                                *  *  *

صبيَّةُ الناصرةِ المتواضعة التي ميَّزَها الله لتكونَ أمَّ ابنِه، هي قربَ ابنِها في المجد. هي أوَّلُ المخلَّصين. سبقتْنا إلى مجدِ السماء، حيثُ تتشفَّعُ بنا كما في عرسِ قانا، لكي نذوقَ في الملكوتِ خمرَ أعراسِه.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي يُكلِّلُكِ بالمجد".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي يُكلِّلُكِ بالمجد. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

الآب ملأ مريم من نعمه. فكانت المباركة. والابن حلَّ فيها متجسّدًا آخذًا من وجهها وعينيها وكلَّ شيء فيها. والروح قدَّسها وكوَّن الابن في حشاها. فماذا ينقصها بعد ذلك سوى الإكليل الذي أعدَّه الله للذين يحبُّونه "ويحبُّون ظهوره" (2 تم 4: 9)، كما قال الرسول. ومن أحبَّ يسوع كما أحبَّته مريم. ومن تشوَّق إلى لقاء هذا الابن مثل أمّه. قالت عروس نشيد الأناشيد: "أنا مريضة من الحبّ". ذاك كان لسان حال مريم.

 

قام يسوع من بين الأموات وكان بكر الراقدين. هذا على المستوى اللاهوتيّ. فالذي هو بكر الخلائق كلّها، كما قال الرسول، كان أوَّل من رقد وأوَّل من قام من الموت، بحيث لا يبقى أحد في قبضة الموت والشيطان. في هذا المعنى اللاهوتيّ نستطيع القول: مريم هي أوّل المنتقلين، لأنَّها متَّحدة بابنها على الأرض كما في السماء. وكما هو الملك فهي الملكة. وكما هو في السماء "حيٌّ في كلِّ حين يشفع بنا" (عب 7: 25)، كذلك مريم هي الشفيعة قرب الشفيع، تشاركه في الشفاعة والصلاة. إذا كان المؤمن "يكمّل" آلام المسيح، كما قال الرسول، فبالأحرى مريم، تتألَّم مع ابنها، تصلّي مع ابنها، تتشفَّع مع ابنها، وسلطتها كبيرة بعد أن دُعيَت سلطانة السماوات والأرض.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM