السرُّ الثالث العنصرة أو حلولُ الروحِ القدس على مريمَ والتلاميذ

وصار بغتةً من السماء كما من هبوبِ ريحٍ عاصفة. فامتلأوا جميعًا من الروح القدس

نقرأ النصَّ الكاملَ في أع 2: 1-13

1ولمّا تمَّتْ أيّامُ الخمسين، كانوا كلُّهم مُجتمعينَ معًا. 2وبغتةً كانَ من السماء صَوتٌ مِثلَ ريحٍ شديدة، فمُلئَ منها كلُّ البيتِ الذي كانوا فيه قاعدِين. 3وتراءى لهم ألسنةٌ كانَتْ مُنقسمَةً مِثلَ النارِ واستقرَّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، 4فمُلِئوا كلُّهم بالروحِ القدس، وابتدأوا يتكلَّمونَ بلسانٍ ولسانٍ كما وهبَ لهم الروحُ أن يتكلَّموا. 5وكانَ هناك رجالٌ مُقيمون في أورشليم، يهودٌ خائفو الله، من كلِّ الشعوبِ التي تحتَ السماء. 6ولمّا كانَ الصوتُ ذلك، اجتمعَ الشعبُ كلُّه وتبلبلَ، لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم كان سامعًا إيّاهم مُتكلِّمينَ بألسنتِهم. 7وكانوا كلُّهم مُندهِشينَ ومُتعجِّبين، وكانوا قائلينَ الواحدُ منهم للآخر: "هؤلاء المُتكلِّمونَ كلُّهم، أما هم جليليّون؟ 8فكيف نحن واحدًا واحدًا سامعونَ لسانَه المولودَ فيه: 9فرتيّون، مادّايون، هلنيّون، وأولئك الساكنونَ بين النهرين، يهودٌ وكبادوكيّون والذين من أرضِ البنطُسِ وآسية، 10والذين من أرضِ فريجيَة وبَمْفيليةَ ومصرَ وأراضي ليبيا القريبةِ من كيريني وأولئك الذين أتَوا من رومة، يهودًا ودُخلاء، 11والذين من كريت، والعرب. ها نحن سامعون منهم وهم مُتكلِّمون بألسنتِنا الخاصَّةِ عن عجائبِ الله." 12وكانوا كلُّهم مُتعجِّبين ومُنذهلين، وقائلينَ الواحدُ للآخر: "ما هو هذا الأمر؟" 13أمّا آخرونَ فكانوا مُستهزئينَ بهم وقائلين: "هؤلاء شربوا سُلافًا وارتوَوا."

*  *  *

نزلَ الروحُ القدس على الكنيسةِ المجتمعةِ بالإيمان. هو نارُ حبّ، لهيبُ فرح، قدرةٌ محرّرة. أرسل التلاميذَ إلى أربعةِ أصقاعِ العالم للكلامِ عن الحياةِ الجديدة التي تحملها قيامةُ المسيح.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي يجدِّدُ إيمانَنا بقدرةِ الروح".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي يجدِّدُ إيمانَنا بقدرةِ الروح. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

أقام الرسل حول مريم في الصلاة. وجهها أقرب وجه ليسوع. يكفي أن يروها لكي يروا يسوع الذي أخذ جسده منها وحدها. عشرة أيَّام من الصلاة والتأمُّل والانتظار. وعدَهم يسوع، وها هم ينتظرون تحقيق وعده: الروح القدس الذي يأتي ويحلُّ عليهم.

هو "روح" يشبه "الريح". كما الريح تفتح الأبواب حين تهبُّ وتدفع بالناس إلى الأمام. هكذا الروح. اقتلع الرسل الذين كانوا في العلّيَّة بأبوابها المغلقة خوفًا من اليهود. لا باب، لا نافذة. لأنَّ لا خوف بعد اليوم كما حصل لبطرس تجاه الجارية الواقفة عند الباب، يوم محاكمة يسوع. جرأة وأيّ جرأة. جعلت الناس يندهشون. لا شيء يوقف الرسل بعد اليوم. لا التهديد، لا الوعيد، لا الجلد، بل لا الموت. وفي أيّ حال، مات إسطفانس أحد السبعة، ثمَّ يعقوب أخو يوحنّا الرسول. والآخرون يلاحَقون حتَّى دمشق مع رسائل من رؤساء الكهنة.

وهو "النار" التي تحرق الحشا كما فعلت بالنبيّ إرميا. نار تنزل على كلِّ واحد بمفرده. هو الله يعلّمهم كيف يتكلَّمون. أو هو يضع كلامه في أفواههم. صار لسانَهم بعد أن نزلت النار على كلِّ واحد منهم بشكل لسان. وهذا اللسان وصل إلى كلِّ أذن. أنشدوا عجائب الله. ودعوا الجموع الحاضرة يوم العنصرة. وهم يدعوننا الآن وكلَّ آن.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM