السرُّ الثاني الجَلْد على العمود

 

"أطلقَ بيلاطس برأبّا. أمّا يسوع فأمرَ بجلدِه" (مت 27: 26)

نقرأ النصّ الكتابيّ (عب 10: 5-10)

5لأجلِ هذا قال وهو داخلٌ إلى العالم: بذبائحَ وقرابينَ ما ارتضيت. فألبستني جسدًا. 6ومحرقاتٍ سلاميَّةً لأجلِ الخطايا ما سألت. 7عندئذٍ قلتُ: ها أنا آتٍ، ففي رأسِ الكتابِ مكتوبٌ عليَّ: أن أصنعَ مشيئتَك، يا الله. 8قال أعلاه: ما ارتضيتَ بذبائحَ وقرابين ومحرقاتٍ سلاميَّة، تلك التي كانت مقرَّبةً بحسب الناموس. 9وبعدَها قال: ها أنا آتٍ لأصنعَ مشيئتَك يا الله. بهذا أبطلَ (العبارة) الأولى ليقيمَ الثانية. 10فبمشيئتِهِ هذه قُدِّسنا، مرَّةً واحدة، بقربانِ جسدِ يسوعَ المسيح.

*  *  *

تركهم يسوع يجلدون جسده. يعلّمُنا هذا السرّ، لا أن نلقي جسدنا الذي ينبغي أن نجلده لكي نكرهه، بل أن نسودَ جسدَنا الذي خُلق ليخدم قصد الله: كوَّنتَ لي جسدًا لأعملَ مشيئتك.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي تألَّمَ جسدُه بالسياط".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي تألَّمَ جسدُه بالسياط. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

بعد أن حكم الكهنة على يسوع بأنَّه يستحقُّ الموت لأنَّه يجدّف فيقول إنَّه آتٍ على سحاب السماء مثل الله، أخذوه إلى بيلاطس الذي لم يفهم شيئًا من هذه المحاكمة. ولكنَّه أراد أن يُرضي اليهود. وخصوصًا أن لا يصل إلى القيصر الخبرُ بأنَّ يسوع اعتبر نفسه ملكًا تجاه قيصر، وما اقتصّ منه هذا الوالي الذي لم يكن يعرف شيئًا من العدالة سوى العنف والصلب.

وكان الإذلال الكبير. عمَّن تريدون أن تعفوا؟ عن برأبَّا الذي كان لصًّا وقاتلاً أم عن يسوع الذي يُقال له المسيح؟ وجاء الجواب: برأبَّا. وأرسل يسوع ليُصلَب. وكما يجب في تلك الحالة، يعرّى المحكوم عليه من ثيابه ويُجلَد. وهكذا فعلوا بيسوع. من يفهم سرّ الله؟ لا أحد. ولكنَّنا ندخل فيه بالحبّ. أراد يسوع أن يتعذَّب ما يتعذّبه كلّ محكوم عليه. هو بريء. وكثيرون اليوم يُقبَض عليهم وهم أبرياء. هو جُلد. والناس الذين يجلدون كلَّ يوم ويعذّبون في سجون الحكم التوتاليتاريّ، فلا يدافع عنهم أحد. وإذا حصل وأخليَ سبيلهم لسبب معًا، يعودون بشكل خرقة بشريَّة وقطعة قماش ممزّقة. بعد أن يكونوا أضاعوا عقلهم وما بقي فيهم شيء يدلّ على أنَّهم بشر.

وفي أيّ حال، لم يُطلَق سراح يسوع، بل كان الجلد إعدادًا لعذاب آخر يَصل به إلى الصلب.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM