17- المكلّل بالمجد والكرامة 2: 7-8

17- المكلّل بالمجد والكرامة

2: 7-8

أحبائي قراءتنا للرسالة إلى العبرانيين ستدوم طويلاً. فهذه الرسالة التي حدّثتنا عن يسوع المسيح الكاهن الأول، علّمتنا أنه وحده القائد، قائدنا العظيم، القائد الذي نسير وراءه ولا نسير إلا وراءه. ولماذا؟ لأن هذا القائد مكلَّل بالمجد والكرامة. هذا هو موضوعنا اليوم: المكلّل بالمجد والكرامة. نعم، هذا هو كاهننا يسوع المسيح. ونقرأ الرسالة الى العبرانيين فصل 2 آية 5 حتى آ 10 آ 5: والله ما أخضع للملائكة العالم المقبل... لخير كل إنسان.

ونتذكر أن في أساس هذا المقطع، المزمور الثامن الذي يبدأ: أيها الرب ربنا ما أعظم اسمَكَ في كل الأرض! هذا المزمور قيل أول ما قيل في الإنسان، كل إنسان. فالإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله. إذاً هو عظيم، لأن الرب جعله عظيماً. ولكن المعنى الأخير لا يمكن أن يكون الإنسان كإنسان، ولا يمكن أن يكون آدم كآدم. فلا يمكن أن يقال هذا الكلام إلا في ابن الإنسان، يسوع المسيح. نعم، فالمزامير إن لم تصل بنا إلى يسوع المسيح، تبقى أناشيد من الأناشيد الشرقية، جميلة بشعرها، جميلة فأفكارها، ولكنها تُبقينا على مستوى الأرض. ولكن إن طبَّقناها على يسوع المسيح، طبَّقناها على الكنيسة التي هي جسد يسوع المسيح، يتحوَّل كلٌّ معناها. ونستطيع يومها أن نصلّي المزامير، ولا نخاف أن نصلّيها. وفي أي حال، يسوع نفسه صلّى المزامير، وصلاّها في الأوقات الحرجة من حياته. على الصليب: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ أو: يا أبي، في يديك استودع روحي. من هذين المزمورين، نتعلم أن المزامير قيلت من أجل يسوع، ولا تجد كمالها، ولا تجد تمامها، إلا في يسوع المسيح.

والمزمور الثامن الذي قال عن الإنسان: "جعلته قريباً من الله"، ولماذا لا نقول: جعلته مثل الله، لا يجد كماله الا في يسوع المسيح. حين تُرجم النصّ إلى اليونانية، خاف المؤمن أن يكون الإنسان قريباً من الله. ولكن في العهد الجديد، ابن الإنسان ليس فقط قريباً من الله، بل هو الله، كما نقول في النؤمن: إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق. ويصف لنا المزمور يسوع المسيح: أولاً كلَّلته. فصل 2: 7: كللته بالمجد والكرامة. كللته والإكليل الملك يكلّل. الكاهن يكلّل. المنتصر يكلَّل. وهذه الصفات كلها تنطبق على يسوع المسيح. هو الكاهن الذي استغنى عن كل كهنة العهد القديم، ولا نقول عن كهنة العالم الوثني، الذين صاروا في النهاية يبحثون عن أجوبة لأسئلة الناس، فاقتربوا من العرافين. أما كهنة العهد القديم، فتخصَّصوا في ذبح الحيوانات. ولكن كل هذه الذبائح لم تأتِ بالنتيجة المرجوة. أما يسوع فبذبيحة واحدة اكتفى، وحمل الخلاص إلى البشر.

كلّلته. يسوع هو الكاهن، والكاهن يعني الوسيط بين الله والبشر، يحمل الله إلى البشر، ويحمل البشر إلى الله. هذا هو الكاهن يسوع المسيح، وهكذا يجب أن يكون كل كاهن: يسير في خط الكاهن الأوحد، يحمل كلام الله إلى البشر. من هنا أهمية الوعظ أهمية الارشاد في الكنيسة. الكاهن عليه، كما قال الرسول، أن يعلّم، أن يُرشد، أن ينبّه، أن يحذّر. نعم عليه أن يحمل كلمة الله وفي النهاية سيكون هو الكلمة. يراه الناس فيتعلمون الإنجيل، يسمعه الناس فيسمعون صوت الله.

الكاهن يحمل من عند الله كلام الله، والكاهن يحمل البشر الى الله. هم خطأة، يقرّبهم بواسطة سر التوبة: أنا أحلّك من جميع خطاياك. يُخلَقون من جديد بيد الكاهن مهما كانت ضعيفة، مهما كانت خاطئة. وبالمعمودية يجعلهم أبناء الله. فلأن يمسح بالزيت المقدس. فلانة يصَبَّ عليها الماء. يصبح الإنسان حملاً في رعية المسيح، يصبح الإنسان نعجة في رعية المسيح، يصبح المعمدون والمعمدات أبناء وبنات الأب السماوي.

من يرفعهم إلى الله، من يحملهم إلى الله؟ الكاهن. ولا يحملهم فقط في عمل اسراري، يدوم نصف ساعة أو ساعة، بل يحملهم في قلبه، على ما كان يقول الرسول: من يمرض ولا أتألم أنا. يحملهم في قلبه: آلامهم آلامه، فرحُهم فرحه، حزنُهم حزنه، هكذا كان المسيح. وصل إلى أرملة نائين. ابنها الوحيد ميت. تأثّر يسوع. وصل إلى قبر لعازر، بكى على قبر لعازر، مع أنه سوف يقيمه. هذا هو الكاهن. الكاهن يرفع البشر إلى الله، ولهذا فهو يحمل آلامهم وأفراحهم وأحزانهم وصعوباتهم. في كل قداس يرفعه، لا يمكن أن يكون وحده. الرعية كلها معه، الكنيسة كلها معه.

كلّلته. المسيح كُلّل لأنه كاهن، والمسيح كُلّل لأنه ملك. الملك يُوضَع على رأسه إكليل من الذهب، ليدل على عظمته. هي طريقة بشرية، ولكنها تدل على الكثير، شرط أن يكون الملك حقيقة ملك. الملك يملك على القلوب قبل أن يملك على الأشخاص، ويملك على الممتلكات. يملك على القلوب بحبّه لهم وحبهم له. هذا هو الملك. بالمحبة يملك يسوع المسيح على العالم.

من أجل هذا حين نقرأ العهد القديم، نرى تقريباً أن جميع الملوك رُفضوا، نعم رُفضوا لأنهم استغلوا شعبهم، وما عرفوا العدالة والاستقامة والحق والقضاء الصالح. يسوع وحده هو الملك، ولهذا قال في الإنجيل: جميع الذين أتوا قبلي كانوا سارقين ولصوصًا. نعم، كان من المفترض أن يكون الملك مع الناس، ولكنه كان بعيداً عن الناس. كان في برجه العجيب، لا يحسّ بما يحسّون به. يخبر سفر الملوك أن أخاب، ملك السامرة، في وقت المجاعة، عرف أن الجوع أجبر إمرأة أن تأكل ابنها. هرب، نعم هرب، لئلا يسمع بمثل هذا الكلام. وخصوصاً اعتبر أنه غير مسؤول، فجعل المسؤولية على النبي اليشاع.

ما هذا الملك الذي لا يعرف آلام شعبه! أما ملكنا يسوع المسيح فهو يعرف كل واحد منا، يعرفنا أكثر ممّا نعرف نفوسنا. هذا هو الملك الحقيقي الذي يستحقّ الإكليل. غير أن يسوع لم يتكلّل بالذهب، بل تكلّل بالشوك. نعم، تكلّل بالشوك، هذا الشوك الذي أتت به الخطيئة في بداية الخليقة، لا البداية التاريخية، بل البداية اللاهوتية. آدم الإنسان، كل إنسان، رجل وامرأة، بعض الخطيئة، ماذا ترك وراءه؟ الشوك الحسك؟ بهذا الشوك صُنع إكليل يسوع المسيح.

نعم المسيح ما جاء ليعيش حياة الرفاه، وكان بإمكانه أن يفعل. كلاَّ. جاء شبيهاً بنا في كل شيء، أخذ آلامنا، أخذ أوجاعنا كما قال إشعيا النبي، وانطبق الكلام عليه. نعم تكلل بالشوك لكي يعرف أهمية الآلام. هو ما حدثنا عن الآلام من علياء سمائه، ما أعطانا الحل: لماذا المرض؟ لماذا الموت؟ لماذا الإعاقة؟ كلاَّ. لم يحدّثنا عن شيء من ذلك. الخاطئة، اقترب منها، النازفة شفاها، المخلع قال له: احمل سريرك. ما تكلم بل عاش، عاش بجانب كل واحد منا.

نتخيّل يسوع حين رأى النازفة تتألم منذ إثنتي عشر سنة ولا يتألم معها! هذا ما ندعوه الحياة مع الآخرين، الحياة في قلب الآخرين. الملك يكون قلبه كقلب الأم. تحسّ مع ابنها. يتألم فتتألم، ينجح فتنجح، يفرح فتفرح. ذاك هو ملكنا الذي أراد أن يكلَّل بالشوك. وماذا كان بعد إكليل الشوك؟ يقول هنا المزمور الذي انطبق على يسوع المسيح: كلَّلته بالمجد والكرامة. نعم إكليل الذهب يزول. كل أكاليل هذه الأرض تزول. إكليل الذهب يذوي، يزيل، واكليل المدائح يزول. أما إكليل الرب يسوع فهو المجد والكرامة. نعم المجد. الكاهن يكلَّل أول ما يكلَّل بالمجد.

ما هو المجد؟ المجد هو التعبير عن حضور الله في العالم. الله لا يُرى. لا نستطيع أن نراه بعيوننا. قال الرسول: هو لا منظور. وكيف صار منظوراً؟ يصير منظوراً من خلال الخلائق. نعم إذا كانت الشمس جميلة بهذا المقدار ونتذكر أن الله هو الذي خلقها، فهي تمجّده بنورها بحرارتها. وإذا كان القمر جميلاً، فهو يمجّد الله ومثله البحار والأرض. لهذا أنشد المزمور: السماوات تنطق بمجد الله والفلك يخبر بأعمال يديه. نعم ما عمله الله هو يمجّده. هكذا يظهر مجد الله على الارض. وإذا كانت الخليقة البسيطة تمجّد الله فدعاها الكتاب حسنة جميلة، ماذا يكون الإنسان الذي هو على صورة الله ومثاله. ألا يمجّد الله؟ فالكتاب يقول: لما خُلق الإنسان نظره الله فرآه حسناً جداً. لا يمكن أن يكون أجمل من هذا. نعم، لا يستطيع الله أن يصنع أجمل من الإنسان ؟

إن كان الإنسان يمجّد الله، فماذا يكون من ابن الإنسان، من يسوع المسيح، الملك الذي مملكته ليست من هذا العالم، الكاهن الذي هو الشفيع الأوحد على الأرض. نعم ابن الإنسان هو المجد بالذات، ابن الإنسان هو الصورة، صورة الله على الأرض. ونحن على صورة الله. نحاول أن نتمثّل بالله أن نتشبّه بالله. لهذا قال الكتاب: على صورة الله ومثاله، على صورة الله وشبهه. قيل لنا أن نتشبّه بالله، وقال الرب يسوع: كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو. ولكن هذا المشروع صعب جداً، وفي أي حال مستحيل على الإنسان. وحده الله يساعدنا. أما مع المسيح فالانسان هو صورة الله، هو مجد الله.

كلَّلته بالمجد والكرامة. نعم، يقول لنا يوحنا: الله ما رآه أحد قط، ولكن الابن الذي هو في حضن الآب أخبر عنه. وكيف أخبر عنه؟ بالكلمات، في ما نقرأ في الأناجيل. الاناجيل بضعة كتب، كتب صغيرة. وما الذي وُضع فيها؟ يقول يوحنا: لو أردنا أن نكتب كل شيء لما استطاع العالم أن يَسع كل الكتب التي يمكن أن نكتبها عن يسوع المسيح. الأناجيل كلمات تدلنا على يسوع. هو كان مجد الله على الأرض، بحياته لا بأقواله فقط. ولهذا هؤلاء الذين يتعجّبون من أن يسوع عاش ثلاثين سنة في الناصرة، وقضى فقط ثلاث سنوات يبشر هل نسوا أن حياته كانت مجد لله الآب؟ هل ننسى أن حياته كانت مجد الله الآب؟ هل ننسى؟ هذا كان مجد الله في عمله. وفي حياته اليومية كان مجد الله. وبما أنه إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، أخضع كل شيء تحت قدميه. هو الملك والملك الوحيد. هو المنتصر والذي لا منتصر سواه. انتصارات البشر تبقى على مستوى البشر، والعنف يجرّ العنف، والحرب تأتي بعدها الحرب، والقتل يجرّ القتل، والموت يتبع الموت.

أما انتصار يسوع المسيح، فهو انتصار الحياة على الموت. نعم جاء فقتل الموت بموته. جاء وتكلَّل بالشوك، ولكنه تكلل بالمجد. تكلّل في الموت، ولكنه تكلل في القيامة. هذا هو قائدنا يسوع المسيح. هو المكلَّل بالمجد والكرامة، فلا يحقّ المجد إلاّ له، ولا يحقّ الإكرام إلاَّ له. ونحن نكرَّم إذا سرنا وراءه، إذا تعلمنا منه. إذا قلنا كلماته، إذا عملنا أعماله، نستطيع أن نتنعم ببعض المجد، ببعض الكرامة التي كانت له. ولكن شرط أن نكلَّل بالشوك كما كلِّل، وان نحمل الصليب كما حمل. هكذا نفرح بأن نكون مع الرب: إذا تألّمنا معه يتألّم معنا. وإذا صُلبنا معه يُصلَب معنا، وحينئذ حين يُمجَّد يمجِّدنا معه. آمين.

لنا الرب يسوع في الإنجيل: لا تدْعوا لكم أباً. فأبوكم واحد هو الأب السماوي. وإذا كان للكاهن أن يُدعَى أبونا أو أبانا، فهو في خط الرب. أبوّتُه امتداد لأبوّة الرب. أبوّتُه تريد أن تجسّد أبوّة الرب، في العالم في الرعية، في المدرسة، في أي موضع كان. ولكن الكاهن هو في النهاية مؤمن بين المؤمنين والمؤمنات. لهذا يدعوهم اخوتي، ويستطيع أن يقول اخواتي. كان القديس أغوسطين يقول: أنا أسقف يعني خادم، خادم محبتكم. ولكن في النهاية، أنا مؤمن بينكم، أنا أخ من اخوتكم، أنا أخ بين أخواتكم. هذا ما يجب أن يعرفه الكاهن، كل كاهن، فلا يحسب نفسه أرفع من الآخرين. هو معمَّد وهم معمَّدون. هو يحمل الكلمة وهم يحملون الكلمة. هو في الخدمة. وهم في الخدمة فالأب والأم هما في الخدمة اليومية، لهذا يتعلّم الكاهن الذي هو أب أنه في الوقت عينه أخ، أو هو أب وأم في خدمة أولاده يغسلان أقدامهم على مثال الرب يسوع المسيح.

فيا اخوتي القديسين. نعم، إذا كان الكاهن تقدّس بالمعمودية، فالرعية تقدست واحداً واحداً. وإذا الكاهن مدعوّ إلى القداسة، فكل واحد منا مدعوّ إلى القداسة. لهذا لا نحسب أحداً أكثر قداسة من الآخر، لأنه نال وظيفة من الوظائف، أو رتبة من الرتب. كلاّ، بل أن النعم التي ننالها، إذا لا نعرف أن نُنميها ونجعلها في خدمة الكنيسة، فهي لن تصبح لنا خلاصاً بل هلاكاً لا سمح الله.

إذا كان الكاهن، بما أنه كاهن، نال خمس وزنات، وغيره نال وزنتين، فأمام الرب لا يختلف الواحد عن الآخر. الذي نال خمس وزنات، قدَّم خمس وزنات. ماذا قال له سيده: يا لك عبداً صالحاً وأميناً، وُجدتَ أميناً على القليل أجعلك أميناً على الكثير. والذي نال الوزنتين، نال أيضاً المديح عينه: يا لك عبداً صالحاً وأميناً، وُجدَت أميناً على القليل فسأقيمك أميناً على الكثير، أدخل فرح سيدك.

ربَّما لا تُمنَح القداسة لرؤساء الأديار رؤساء الرهبنات. يمكن أن لا يكونوا قديسين، وأخ يعمل في المطبخ أو في الحقل يكون قديساً. فالقداسة لا تكون بالأعمال الخارجية، بل بمحبة الله، بقدر ما يلتصق الإنسان بالله مهما كان. كاهن، أسقف، بطريرك، علماني، علمانيه في مؤسسة رسولية، كل هذه الامور لا تكون شيئًا تجاه المحبة. كما قال لنا القديس يوحنا الصليب: في نهاية حياتنا نُدان على المحبة. هنا تكون القداسة. ماذا نقول عن القديسة تريزيا الطفل يسوع هذه الفتاة التي لبثت على الدروس الابتدائية، التي ماتت في عز الصبا، وعمرها 24 سنة، ومع ذلك هي قديسة، بل هي رسولة، بل هي شفيعة المرسلين الى البلدان البعيدة. وهي لا تختلف في شيء عن فرنسوا غزافييه الذي مضى إلى الهند إلى الصين إلى الفيليبين الى اليابان. نعم، القداسة تكون في البساطة، في حبّ الله. يا اخوتي القديسين المشتركين في دعوة الله. نعم، الله دعى الكاهن. نقول نحن: نلت الدعوة الكهنوتية. وكل كاهن يستطيع أن يقول: الرب دعاني دعوة خاصة، كما قال الرسول عن نفسه: الرب في رحمته عدَّني أميناً ودعاني. ولكن ليس الكاهن وحده هو المدعو. كل مؤمن هو مدعوّ. والدعوة تبدأ في المعمودية. نحن الرب دعانا. صرتُ ابن الله، صرتُ ابنة الله. تبنّانا الله. صرنا من أسرته، من عائلته، صرنا ورثة مع ابنه يسوع المسيح.

وكيف يحق لنا أن نقول مثل هذا الكلام؟ يقول لنا الرسول: تأمَّلوا يسوع رسول إيماننا ورئيس كهنته. نعم، إذا كنا نتحدّث عن نفوسنا بهذا المستوى العالي فلأننا نتطلع بيسوع. نعم، هو رسول إيماننا، هو الرسول الذي يعلمنا كيف نؤمن، كيف نكون أمناه. وهو رئيس الكهنة، فهو أمين للذي اختاره، كما كان موسى أميناً لبيت الله أجمع.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM