الميمر الأوَّل:أنت حبر إلى الأبد على شبه ملكيصادق

الميمر الأوَّل

أنت حبر إلى الأبد

على شبه ملكيصادق[1]

 

 

الكلمة، كلمة الله

كلُّ الكلمات التي هي في الكتب، مليئةٌ بالنور

بها أستنيرُ، ربّي، فأحكي خبرك بإعجاب.

فالأسرار مطمورة مثل الكنوز في القراءات

هب، يا ابن الله، للعقل أن يُصعدَها.

5      غنى عظيم هو في كتب الألوهة،

أهِّلني، يا ربَّنا، أن أعرفَ وآخذَ من كنوزها.

كلمةُ الحياة مرجانةٌ[2] هي لمن يُحبُّها

فاقتربْ، أيُّها السامع، وعلِّقها بأذنك وتزيَّن بها[3].

إن اشتريتَ المرجانة بوزنة ذهب

10     فهي تزيِّن فقط أذنًا واحدة إن عُلِّقت بها.

أمّا كلمة الحياة فهي خيرٌ من المرجانة

فهي تكفي لتزيِّن ربواتٍ من الآذان.

كلَّ آذان كلِّ جمع البشر،

تزيِّن الكلمةُ بجمالها الرفيع والطبيعيّ.

15     فانظرِ الآن كم المرجانة صغيرة،

وكلمة الحياة كم هي كبيرة لمن يقتنيها.

الكلمة نور، وإن هي أشرقت في النفوس المظلمة،

أنارَتْها كما النهار.

الكلمة غنى، وإن هي حلَّت لدى المسكين،

20     جعلته غنيًّا شرَع يخرج (المال) لرفاقه.

بالكلمة وحدها يكون الإنسان أعظمَ من الحيوان[4]

وبها اغتنى آدم وصار ملكًا على المخلوقات (كلِّها).

السماوات والأرض قامت منذ البداية بالكلمة،

والله بكلمة أقام كلَّ المقتنيات[5].

 

حبرٌ مثل ملكيصادق

25     داود الملك، كنّارةُ المزامير

صار عظيمًا بالكلمة فرتَّل أسرار الألوهة

بالنبوءة رفع صوتَه كلامًا روحيًّا

وبمزاميره رنَّم أسرارَ الوحيد.

استعذب كشف الأسرار بالروح القدس

30     ورتَّل كلَّ يوم في نبوءته أخبارَ ربِّه.

استنارت نفسُه من تجلِّيات الروح

فرأى الابن، كيف أتى يُطهِّر الأرض.

بعين صافية، عين النبوءة، رأى المسيح

الذي صار حبرًا وطهَّر الأرض بدم نفسه.

35     نظر فرأى أنَّه هو الذي يطهِّر العالم،

فدعاه حبرًا مثل ملكيصادق الإلهيّ.

أنت هو حبرٌ مثل ملكيصادق[6]، قال له

النبيّ، الملك، بالروح كاشفِ الأعماق.

أحسَّ أنَّه يأتي ليكون كاهنًا عظيمًا

40     ويدخل كالقربان قدَّام والده.

نظر داود فرأى الابن: من يشبه؟

وبأيِّ كاهن يرسم له صورةً، في نبوءته؟

 

هابيل والمسيح

استنارت نفسُه فرأى هابيل الذي صار حبرًا

وتبيَّنه، فإذا هو لا يشبه ابنَ الله.

45     جميلاً كان هابيل، وفاضلاً كان قربانه أيضًا،

ولكنَّه ما توصَّلَ أن يكون صورة لربِّنا.

قرَّبَ الحملانَ، أبكارَ قطيعه والسمان[7]

فالنفس الزاهية تستحقُّ أن تكونَ للألوهة

ولأنَّه أتى إلى بيت القربان، بدم ليس دمَه،

50     نظر داود فإذا هو لا يشبه ابنَ الله.

زها هابيل وتزيَّن بالبتوليَّة[8]

وبالكهنوت[9] الطاهر الأرفع من اللوم[10].

واختار الأبكارَ والسمان لكي يقرِّبها (تك 4: 4)

وقاتَ المحرقة بحبِّه الحارِّ كاللهيب.

55     كان جميلاً ونقيًّا، وقربانه جميلٌ لإلهه

فأحبَّه الربُّ وقبل منه ذبائح أتى بها.

ولد رأى فيه داود ربوات الجمالات

إلاَّ أنَّه لم يشبِّهه بكهنوت ابن الله.

فالمسيح الذي صار حبرًا (كاهنًا) إلى الأبد،

60     لم يأبَ بالحملان للذبائح، فصار هو حملاً يُقرَّب[11].

 

نوح وإبراهيم ولاوي تجاه المسيح

ونوح الصدِّيق كان أيضًا حبرًا (كاهنًا) في الزمان الذي بلغه،

فأصعد ذبائح من الحيوانات قدَّام العظمة (الإلهيَّة)[12].

فكُتب: فاستراح الربُّ برائحة هذا القربان (تك 8: 21)

أمّا داود فما أراد أن يدعو الابن حبرًا مثل نوح.

65     فالكاهن الذي يأتي بالذبائح منه إلى الخارج

لا يصوَّر فيه كهنوتُ ابن الله.

ولهذا ما شبَّه داودُ الابنَ

بهؤلاء الكهنة الذين يصعدون ذبائح من الحيوانات.

 

إبراهيم أيضًا صار كاهنًا وحبيبًا لله

70     وأتى بذبائح الثلاث سنين كما أُمر[13].

كان رجلاً عظيمًا والوكيلَ في بيتِ الله

وما قال داود (ليسوع): أنتَ حبرٌ مثل إبراهيم.

 

وُهبت قرعةُ الكهنوتِ لسبط لاوي،

وقام منه كهنة زهوا بأسمائهم.

75     هرون العظيم، وإليعازر الكاهن الزاهي

وفنحاس الذي منع ملاك الموت عن العبرانيّين[14].

أناسٌ كانوا بين الله والبشر[15]

وبعطورهم وبذبائحهم كانوا قدِّيسين.

أرضوا الله وطهَّروا الخلائق[16]

80     بذبائح سلامة وبكهنوت لا عيب فيه[17].

 

ملكيصادق والمسيح

وإذ استنار داود وعرف هؤلاء

ما شبَّه، في نبوءته، واحدًا منهم بالابن.

رأى أنَّهم كلَّهم يأتون بالذبائح

ليقرِّبوها لله، ذبائح ليست لهم بل خارجة عنهم.

85     وتطلَّع بالمسيح الذي لم يقرِّب لأبيه شيئًا خارجًا عنه

حين جعل وجهه (= عزم) أن يكون كاهنًا (أو: حبرًا).

وإذ تطلَّع الملك داود في كلِّ الأحبار (ليرى):

من لا يشبه ابن الله، ومن لا يشبِّهه

رأى ملكيصادق الذي جُعل حبرًا بلا ذبائح.

90     وما سفك دم الحيوانات قدَّام الله

ما أتى بالبواكير إلى بيت القربان مثل هابيل.

ولا أصعد مثل نوح وئيدة (محرقة) (حيوانات) طاهرة.

ما ذبح للربِّ مثل نوح (حيوانات عمرها) ثلاث سنوات

ولا قرَّب الثيران والكباش مثل اللاويّين.

95     ما سفك دم اليمامات وأفراخ الحمام

ولا صنع أيضًا الثيران والعجول قربانًا.

لكنَّه قام قدَّام الله بقلب نقيٍّ

وبأفكار زاهية أرفع من الذبائح.

فكَّر في نفسه أن يكون طاهرًا كالقربان

100   ويذبح عقله[18] قدَّام الله، لا الحيوانات.

وأن لا يصنع محرقة للربِّ إلاَّ نفسه

ويكون وجدانه[19] النقيَّ ذبيحة لا نتانة فيها.

"أنا لا آتي باللحم أقرِّبه للربِّ"

لأنَّه لا يأكلُ أكلاً الذبيحة التي تُقرَّبُ له.

105   إهانة للربِّ أن تكون الحيواناتُ ذبيحةً له،

فأصفّي نفسي وأذبح ضميري للإله.

بهذه التحرُّكات الزاهية والرفيعة والروحانيَّة

كان حبرًا ملكيصادق المسمّى بأسماء

فبلا ذبيحة صُنع حبرًا بحاش (بآلام) نفسه

110   ولهذا تشبَّه بابن الله.

 

الابن طهَّر العالم بدمه

صار (الابن) حبرًا وما أدخل دمًا غريبًا

ولكنَّه بدمه الخاصّ غفر للعالم كلِّه

صار بأقنومه (بشخصه) قربانًا قدَّام والده

وما رشَّ دم الحيوانات مثل اللاويّين.

115   ما قرَّب جسدًا آخر إلاَّ جسده

وما أدخل إلاَّ نفسه (أي: هو) إلى بيت القربان.

قام ليكهن مثل ملكيصادق الحبر

بحاش (بآلام) نفسه لأجل مصالحة العالم كلِّه.

 

رأى داود أنَّه، بذبائح بني لاوي،

120   لا يُطهَّر العالمُ المحتاج إلى تطهير.

وبأنَّ دم الثيران والحملان والغنم لا يفي

الدين العام الذي أدخلته الحيَّة على القبائل.

وبأنَّه يلزم أن يقوم بدل لاوي حبرٌ آخر

ليطهِّرَ الأرض بلا ذبائح، بل بحاش نفسه.

125   ورأى الابنَ أنَّه هكذا أتى ليكون حبرًا

وصوَّر له في ملكيصادق صورة مليئة بالمحاسن.

طلبت الأرض كاهنًا آخر مثل ملكيصادق

لا مثل لاوي، الذي أفسد الأرض بذبائحه.

 

أتى المسيح وحلَّ هرون من الكهنوت

130   وصار بدلاً عنه كاهنًا أبديًّا، روحيًّا.

منه وعليه وجد له جسدٌ ليكون ذبيحة

فرشَّ دمه الخاصّ على محلَّته.

وبدل الثيران ذبح ذاته في بيت القربان

وما سأل ذبيحة حين ذُبح.

135   له جسد وله دم لبيت القربان

ومثل ملكيصادق ذبح ذاته لأبيه بالحاش (بالآلام).

ما أتى بدم اليمامات وأفراخ الحمام (لو 2: 24)

وما اختار البقرة الصهباء لتكون وئيدة (عد 19: 1-10).

لون الدم خيرٌ من صباغ القرمز

140   وهو ينتصر على قرون مذبح القدس (ر 27: 2).

قرَّب جسده الخاصَّ حين قرَّب

ورمى دمه ليكون رشاشًا بدل الخطأة (عب 9: 13).

 

استرح، يا هرون، من ذبائحك الكثيرة

وضع سكّينك، لأنَّ المسيح قام ليكون حبرًا.

145   لا يطلب العالم لك بعد الآن أن تكون حبرًا

لأنَّ ابن الله أخذ مكانك ليكون كاهنًا.

وبدل كلِّ الذبائح كان قربانٌ واحد،

وبنو لاوي لن يشقوا ليقدِّموا الذبائح

لو كانت قوَّةٌ في ذبائح بني لاوي

150   لما قام حبرٌ آخر كما قيل (عب 8: 7).

لكن لأنَّها (= الذبائح) كانت أضعف من أن تغفر،

أتى المسيح فتجاوزها وصار كاهنًا.

حلَّ هرون، وقام هو ليكون حبرًا عظيمًا،

فبه يطهَّر العالمُ كلُّه بلا ذبائح.

 

وجه ملكيصادق

155   من أجل هذا أشار (رمز) داود في سفر ياشر (يش 10: 13)

ربّنا حبر مثل ملكيصادق الكاهن العظيم.

هذا الرجل هو ملك البرارة

وهو أيضًا ملك السلام والكاهن العظيم (تك 14: 18-20).

وإذ كان ملكًا، لم يقاتل من أجل السلطان

160   وإذ كان حبرًا لم يُصعِد للربِّ الذبائح.

سلامًا وأمانًا كان سلطانه، وبها قام

وبرارة كان الملكوت، وبها انتصر.

بنى أورشليم وكان فيها ملكًا، بلا حرب،

ليكون هناك حارسًا المكان للصلب.

 

165   فهذا ما مسحه إنسانٌ وصنعه حبرًا

كما صنع موسى لهرون ابن اللاويّين (حر 29: 22ي).

هو بنفسه ازدهى وصار حبرًا

وذبح لله الصلوات بدل الحيوانات.

هذا ما كُتب مثل اللاويّين في القبائل

170   وما تسمّى لأنَّه ليس من جنس الأحبار (عب 7: 13).

هو يشبه ربَّنا لأنَّه ما أخذ الكهنوتَ من إنسان

بل كان حبرًا إلى الأبد كما كُتب.

هذا الكاهن الذي تشبَّه به ابنُ الله

ما قبِل الكهنوت ولا سلَّمه إلى أحد.

175   ما بلغَتْ إليه القرعة لكي يكهن، بالتسلسل

ولا كتب موسى اسمَ آبائه في الأجيال.

وُضع في الكتاب اسمُه الجميل، حبرًا للربّ

ولا تجلَّت هناك بدايتُه ولا نهايته.

ومن أجل هذا، تشبَّه به المسيحُ حين أتى

180   لأنَّ لا بداية لكهنوته ولا نهاية.

ابن الله هو الحبرُ بدل الخطأة،

وهو الذبيحة التي بها نال العالمُ كلُّه الغفران.

 

كان الوسيط (عب 9: 15) وصالح الجانبَين الغاضبين (أف 2: 15-16)

وصنع الأمان لأنَّه شابه ملك شليم.

185   هو ملك السلام و(ملك) البرارة

ولأجله رتَّل الملائكة السلامَ في الأرض (لو 2: 14).

البرُّ هو ملكوت ابن الله،

وشبَّهه داود ملكيصادق، في مزاميره.

في يوم ميلاده تمثَّل السلامُ للأرض

190   من عند الملائكة عارفي أسراره، بمزاميرهم

ابن الله صار للعالم برًّا (1 كو 1: 30).

ولأجله، سلامًا وأمانًا للغضوبين (أف 2: 15).

كُتب: ليكون البرُّ حزام حقويه

فيحسن أن يكون ملك البرّ (أش 11: 5)[20].

 

المسيح يدخل قدس الأقداس

195   به يليق أن يكون حبرًا بدل هرون

لأنَّه ما سأل لبيت القربان دمًا ليس دمه الخاصّ.

بنفسه دخل قدس الأقداس[21] الذي في العلاء،

فهناك لا يقدر حبر آخر أن يصل.

من يدخل إلى المسكن[22] العظيم قدَّام الآب،

200   أو من يخرج منه لغفران العالم كلِّه؟

من يدخل ليكون كاهنًا إلى الموضع الخفيّ،

فهناك لا يصل الملائكة ولا الأحبار؟

من يقدر أن يدخل ذبائح من الحيوانات،

إلى الذبح اللامبنيّ والذي ليس من الخلائق؟

205   من يصعد إلى تلك القمَّة الرفيعة العالية،

ويُصعد معه الثيران والخراف ليذبحها؟

أيُّ حبر من الأرضيّين يدخل

إلى الموضع الذي لا يقدر البرق ذاته أن يخطو؟

مَن من الكهنة يقدر أن يصنع ذبيحة

210   حيث تخاف النار أن تقترب لئلاَّ تتَّقد.

من يأتي بآدم ابن الغضب ويصالحه (مع الآب)

إلاَّ ربُّه الذي صار وسيطًا لأجله؟

ما من حبر من أحبار الأرض يصل

إلى علاء الآب ويتوسَّل لأجل المصالحة.

 

215   لهذا حلَّ (= أعفى) هرون من الذبائح،

لأنَّ دم الحيوانات لا يدخلُ إلى هذا المكان.

وصار ابنُ الله حبرًا عظيمًا بدلاً عنه،

وبدمه الخاصّ دخل لدى أبيه إلى مكانه الرفيع.

أدخل الذبيحة إلى حيث يحلُّ (= يقيم) حضور الآب،

220   أدخلها هو، لا شخص غريب، بدل الخطأة.

(هذا) الحبر يدخل إلى قدس الأقداس الداخليّ،

فما من حبر يدخل هناك إلاَّ هو.

هو متعالٍ، أعلى من الجموع، أعلى من الصفوف،

أعلى من الأجواق، أعلى من الأراكين العليَّة،

225   أعلى من كلِّ رؤساء القّوات والطغمات،

أعلى من كلِّ المجالس الرفيعة والوضيعة.

يسهل على الابن الحبيب أن يدخل ويكون حبرًا

إلى أن يصل إلى حضن الآب في موضعه الرفيع.

ولا يسهل أن تدخل ذبيحة إلى ذلك المكان،

230   ولا أن يكهن هناك حبرٌ إلاَّ هو.

هو بأقنومه (بشخصه) دخل ليكون ذبيحة للآب،

فمن يقدر أن يملأ (المكان) للآب مكانَ ولده (الابن).

 

بطلت الذبائح وبطل الكهنوت القديم

كان موسى وهرون قدّيسَين ومحبوبَين

وكانت ذبائحهما حسنة في أزمانهما.

235   بهذه الذبائح منعا العبرانيّين أن يذبحوا (للأصنام) الفارغة،

ومنعاهم من الوثنيَّة.

لأنَّ الشعب أحبَّ الذبائح، طلب (الربُّ) الذبائح

وشعر داود أنَّ (الربَّ) لا يطلب الذبائح.

رأى ربَّه الذي أتى ليكون حبرًا عظيمًا،

240   وبلا ذبائح يطهِّر العالم كلَّه بحاشه (بآلامه).

وشبَّهه بحبرٍ قدَّام الله بدون ذبائح

وبآلامه (بحاشه) يُرضي الربَّ كلَّ يوم.

عبَر (فات) زمنُ بني لاوي وذبائحهم

وبطل من الذبائح ومن السكائب[23].

245   والكتف المنذورة والضلع والكبد مع الكلى

لأنَّ المسيح قام يوزِّع جسده على الجماعات.

كلُّ الشعوب تنال به الغفران، لا شعبٌ واحد

لأنَّه الذبيحة الذي أعفى العالم من الذبائح.

يا ابن الله، يا من صار حبرًا لأجلنا،

بك ننال الغفران لأنَّك رجاؤنا، لك المجد[24].

 


[1] الميمر 41، ܡܐܡܪܐ ܡܐ. على قول داود على ربِّنا: أنت هو حبرٌ إلى الأبد على شبه ملكيصادق (مز 110: 4). Paul BEDJAN, Homiliae selectae, tome 2, p. 197-209.

[2] ܡܪܓܝܢܬܐ رج مت 31: 45-46. تترجَم عادة: لؤلؤة، درَّة.

[3] كان اليهود يجعلون كلام الله على جباههم أو ردائهم. أمّا يعقوب فيطلُب أن يُعلَّق بالأذن.

[4] إشارة إلى الخلق بالكلمة في بداية سفر التكوين: قال الله: ليكن نور، فكان نور (تك 1: 3).

[5] رج تك 2: 19-20 حيث تمرُّ الحيوانات قدَّام آدم فيعطيها اسمها علامةَ سلطته عليها.

[6] مز 110: 4. هذا ما يعود إلى تك 14: 18-20، حيث استقبل ملكيصادق، كاهن الله العليّ، الآتي من "حرب الملوك" بعد أن انتصر عليهم بإيمانه، رج عب ---

[7] تك 4: 4. كما في البسيطة: ܒܘܟܪܐ ܕܥܢܗ.

[8] ܒܬܘܠܘܬܐ. أهمِّيَّة البتوليَّة في التراث السريانيّ، ولاسيَّما مع أبناء العهد وبنات العهد. وهذا واضح عند أفراهاط وأفرام وغيرهما. اعتبر أفرام أنَّ نوحًا مارس البتوليَّة حتّى عمر 500 سنة. رج تفسير سفر التكوين.

[9] في الأصل: ܟܘܡܪܘܬܐ. ܟܘܡܪܐ هو أوَّلاً الكاهن الوثنيّ، ثمَّ صار "الحبر". أمّا نحن فقلنا الكهنوت.

[10] هذا ما يذكِّرنا بكلام بولس الرسول إلى تلميذه تيموتاوس. رج 1 تم 3: 2 (ܡܘܡܐ). في نصِّ السروجيّ ܥܕܠܝܐ. يقابل العربيَّة "عزلَ بمعنى لام.

[11] هي قراءة لذبيحة هابيل، على خلفيَّة الترجوم الذي أبرز فضيلة هابيل.

[12] تك 8: 10. وذلك بعد الخروج من السفينة.

[13] تك 15: 9: عجلة عمرها ثلاث سنوات، عنزة عمرها ثلاث سنوات، كبش عمره ثلاث سنوات.

[14] رج خر 4: 14؛ 6: 23؛ عد 25: 7.

[15] هكذا يكون الكاهن وسيطًا فيرفع إلى الله صلاة المؤمنين، وينزِل البركة على الشعب.

[16] ܡܪܥܝܢܐ ܘܡܚܣܝܢܐ: ربَّما: مصالحون وغافرون.

[17] ذبيحة السلامة هي التي تعود إلى مقدِّمها فيشارك فيها الأهل والأقارب والأصحاب واللاويّ واليتيم والأرملة. رج لا 7: 12-15. ما نلاحظ هو أنَّ أحدًا لا يشبه يسوع بكهنوته (ܟܗܢܐ) أو بجدِّيته (ܟܘܡܪܐ). وهكذا ننتظر ملكيصادق.

[18] ܗܘܢܐ. أو: الذهن. أي يريد أن يكرِّس ذاته لله: عقله، ذهنه، فهمه.

[19] ܬܐܪܬܐ. الوجدان، الضمير. ما يوجِّه الإنسان في حياته.

[20] وجهات متعدِّدة من شخص ملكيصادق، جاءت بشكل خاصّ من الرسالة إلى العبرانيّين: نبيّ إسرائيل، لم يكن من بني لاوي وبالتالي لم يمسحه أحدٌ كاهنًا. لا بداية له ولا نهاية، وأخيرًا هو ملاك السلام والبرّ. فأيُّ صورة توافق المسيح مثل هذه الصورة؟

[21] عب 9: 12. نشير إلى أنَّ قدس الأقداس هو أقدس موضع في الهيكل. ولا يدخله سوى رئيس الكهنة مرَّة واحدة في السنة. أمّا قدس الأقداس السماء فلا يدخله سوى ابن الله.

[22] ܡܫܟܢܐ. هو أكثر من مسكن عاديّ. هناك يحلُّ الله. في البيت 219 ܫܟܝܢܬܐ ترجمناها الحضور الإلهيّ. فهذا اللفظ يقابل العبريَّة "ش ك ي ن ه" بمعناه الروحيّ العميق.

[23] كان الكهنة في العهد القديم يذبحون الحيوانات، ويسكبون الخمر على المذبح. أمّا الآن فكلُّ هذا بطل إذ لا فائدة منه. نشير إلى أنَّه كان للكهنة حصَّة من الذبائح، بحسب الشريعة (خر 29: 13).

[24] انطلق يعقوب السروجيّ من كلام مز 110 حول ملكيصادق الذي انطبق على المسيح في الرسالة إلى العبرانيّين. قبل ملكيصادق كانت ذبائح من هابيل ونوح وإبراهيم. ولكنَّها لا تشبه ذبيحة ملكيصادق، الذي اكتفى بالخبز والخمر. وجاءت ذبائح لاوي الكثيرة مع رئيس الكهنة الذي يدخل قدس الأقداس مرَّة في السنة ليطهِّر شعبه. أمّا المسيح فما احتاج دمَ الحيوانات، بل سفك دمه. كانت الذبائح للطهر والغفران، ولكنَّها بطلت بذبيحة المسيح. فلا حاجة بعد إلى موسى وهرون وبني لاوي، بطلوا وبطلت ذبائحهم فلم يبقَ سوى ذبيحة المسيح التي تطهِّر جميعَ الشعب ولا تتوقَّف عند شعب واحد. وأبعد من المسكن الأرضيّ، الهيكل، هناك المسكن السماويّ حيث المسيح يقف أمام الآب لكي يتشفَّع من أجلنا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM